من عاش مات.. ومن يموت يفوتُ
إلا الشهيدَ يعيش حين يموتُ
لم أدرِ كيف دموع عيني قد همتْ
أن صاح ناعٍ: " قد قضى الساروت"
لمَّا كررتَ كررتَ مثلَ غضنفرٍ
ليثٍ هزبرٍ مِلؤه التثبيتُ
لما نُعيتَ انهلَّ دمعي هاطلاً
وعرا فؤادي حرقة وصموتُ
قِف في خشوع صامتاً متأدباً
هيهات يحمل مثلَه التابوتُ
خيرُ المماتِ شهادةٌ تسمو بها
إنَّ الشهادةَ في الحساب ثبوتُ
أمَضَيتَ في ريعانِ عمركَ سامياً
بمحاسنٍ نطقت، ونحن سكوتُ ؟!
(ساروتُ) يا فخرَ الشبابِ تركتنا
نَهْبَ العذابِ على الشقاءِ نبيتُ
ولَكُلُّ مَنْ عرفوكَ قد أبكيتَهمْ
دمعاً تَفجَّرَ.. فالنعاةُ قنوتُ
أنتَ الذي أسلمتَ روحكَ هانئاً
وأنا بنار الحزنِ فيكَ صلِيتُ
يا لهفَ قلبي.. كيفَ واراكَ الثرى
ومقامُكَ الجناتُ والملكوتُ
فإلى الإلهِ مضيتَ من ساح الوغى
يعلو سماكَ الغارُ والياقوتُ
(ساروتُ) باقٍ في القلوب.. وذكره
في تاج فخر سموّنا منحوتُ
هل كلُّ مَن طلبَ الشهادةَ نالها ؟!
طوبى له ... قد نالها الساروتُ
عماد الدين غياث دحدوح
شاعر سوري