من التراث الكوردي الذيل المتصلب


ترافق كلٌّ من الأسد والذئب والثعلب في رحلة صيد مشتركة. عملوا على أن يتجولوا في سهل فسيح قد يحصلوا منه على صيد شهي، وقد حصلوا حقاً نتيجة تجوالهم على الصيد، انقض الأسد على الغنيمة وبقوة مخالبه طرح فريسته أرضاً، فاجتمع عليها رفيقاه بشهوة وشوق، ليقول الأسد: 

  • من منكما يريد تقسيم هذه الغنيمة علينا؟

أجاب الذئب: 

  • " سيدي، لا يحتاج الأمر إلى التقسيم والحصص، فليكن الصدر ووسط الظهر والفخذ للأسد، وليكن القلب والكلى والكبد من حصتي، أما المصارين والعظام فللثعلب!".

مع نهاية كلام الذئب رماه الأسد بمخالبه رميةً جعلت رأسه يتمرغ في التراب، أذهل الذئب وتصلب ذيله. ليتوجه الأسد إلى الثعلب قائلاً: 

  • " أخي، ها نحن بقينا إثنين، قم وقسِّم بيننا هذه الغنيمة ". 

مكرُ الثعلب ودهائه كانا حاضرين كعادته، أوطأ رأسه أمام الأسد وقال: 

  • " لا يحتاج الأمر إلى أي القسمة أو المحاصصة... والحال يكون بأن القلب والكلى فطور أميري، وسط الظهر والأفخاذ غداء لأميري، أما الصدر والرقبة فعشاءً لأميري، وكل ما تبقى بعد إشباع أميري يمكن أن يكون لي، سيكفيني وزيادة على رأسي ورأس أبي ".

بعد هذا الكلام قال الأسد بإعجاب واندهاش: 

  • " أيها الثعلب، من أين أتيت بهذا العقل، مِمّنْ حصلت عليه!". 

رد الثعلب بابتسامة ماكرة على الأسد: 

  • " أميري، لم آت بشيء من جعبة أبي، أتيت به من الذيل المتصلب!".

Whatsapp