وداعاً


 

 

سأذهب. لكن إلى أين؟ 

لا زلت أبحث، لكن بدون شكّ لن أتوجه إلى حضنك، ولا صوب عينيك، لا لا ليس باتجاهك.

ذلك السفر الماضي مع الوداع لم يبق له نفعاً، لذلك رميته إلى بئرٍ ليس لعمقه حدود.

هل تعرفين!؟، لقد ابْيضَّ شعري تحت ضوء القمر انتظاراً، فقد أحتضنك ولو مرة.

دائماً كنت أمدّد لك قلبي على امتداد الشارع وفي زوايا الأمل الظامئ وصولاً إلى يد السقائين.

هكذا تعرّفتُ على الحبّ كي أجعل من نفسي تراباً لك، كي أشعل نفسي وأحترق لأجلك في كل لحظة.

يبدو أن المعاملة الماضية اتجاه الحبّ لم يكن لها من معنى، لكنني لا زلت أنا كالسابق، لا زلت كما كنت، لا تزال مواطن الغابات المظلمة تعلمني مقاومة الوقوع، لا زلت لم أتعلم القبلات في الشوارع تقليداً لـ "جوجو-جولا"، لكن إن طلبت الحقيقة، عندما أرى شاباً وفتاة يتبادلان القبلات في شارع خالٍ أشعر كما لو أنني أمتلك جناحين، أتذكر أيامنا

 

 

 محمود بادلي 

 
 
Whatsapp