لم يبقَ من داعٍ لجمعِ الحطب
أو لتسجرَ أمّي التنوّر
سجروا فينا كل الأرضِ
لم تبقَ سنبلةٌ أو حتى حبّة
اشتجر الضيم فينا أبداً
وانتظمت بالجورِ كلُّ أطراف المسألة
ما بال الخائفينَ من الحريّة:
يلوّنون أغلالهم الصدئة
يخادعون أنفسهم وأهل المجرّة
يستأنسون
حين تبدو الأصفاد أعجميّةً
بهيجة نَضِرة
ونستعدي بعضنا:
هذا كافرٌ
وذاك يُسبّح ليس لله
بل بحمدِ الدولارِ والطواغيتِ البَرَرة
سأبقى في تشرّدي كعهدي الأوّل
فلاحاً:
قطرة قطرة
أسقي البذرة سِراً وجهراً
من مطرٍ ومن دم البلاد
من دموع الحسرة
أتخيّلُ بزوغَ الشجرة
أتلمّسُ بخيالي همسَ بزوغها
وكيف تكّويرة الثمرة
أخشى حينذاكَ
ستكون أرواحنا حطباً
وكذلك ستحتوطبُ بحماقاتنا
الشجرة..
*
رغوةٌ سوداء نلهو بها
من قال إنّ الحقيقة حلوة؟
نكذبُ ويكذبون
هل يتلاشى الفارقُ بين لحظات السرور المسروقةِ
والحياة المديدةِ المرّةِ ؟!
أيتساوى العرسِ البهيجِ وصرير أطفالنا في مذبحة!؟
أتتساوى القصيدةِ الهيفاءُ إنّ أطربتنا
والرياضياتُ الحادّةُ كنصلِ شفرة
أيكون الكاذبونَ السارحون في وثير النفاقِ
كالمحرومِ بصدقهِ من نزوةِ فرحة
دعوني أبتعدُ عن الزحام
وتدافعوا لنيل أوسمةِ الأعداءِ
فالفقراءُ أهلي
وقدوتي والعزوة
ليس لي قبرٌ معلومٌ
رغم أني ميّتٌ من سنين
ليس لي بيتٌ ينتظرني
يتيمٌ بلا شجرةِ قبيلةٌ حرّة
ليس لي أسرة
أعانقُ الوهم كل مغيبٍ ولا أرقد
وعند الهزيعِ لي سروة
يشترطون عليًّ أن أبقى بلا هويةٍ
بلا وجهٍ ألوّنُ قِفاره القاحلةِ
ببسمة
اضحكوا الآن ملءَ أشداقكم
فقد أطلقنا على أقدامنا الرصاص
وقتلتنا في النوائبِ
الرِدّة
سأسمحُ لكم أن تقتلوني بلا أسف
ولكن دعوا لي من ترابِ بلادي
حفرة
وإن هبّت الريحُ وسَفَت ترابي
سأبتسمُ لكم متألماً
وأنتم تُطأطِئونَ للخيبات بحسرة
سأستسلمُ لجذورِ الشجرة
تقتاتُ بقاياي ليصيرَ نسغاً وخمرة
والدود العربيُّ سيأنفني
والمسيحي والكردي ودود الكفرة
أتعلمون لماذا؟!
لأنني على دينِ الإيمان، بنا
وانتظر أن نصحو
فقد ردموا فوقنا بئر الأوطانِ
وهوى في قعرهِ
الدلو والحبل
وسيندثر فينا الإنسان
محمد صالح عويد
شاعر وكاتب سوري