كم أشتاق إليك.. أبي.!


                                                                                                                           

في ديباجة الدّمع وبوح الألم 

ثمّة قلبٌ 

يهذي باسمك 

في الأزمنة الصّامتة والصّارخة 

أساطيرُ حنانك 

في فلكها المشعّ تحكي للتّاريخ 

تتجاوز حدود ذكرياتي 

تتوارى خلف ابتسامة أخيرة 

لكنَّها خالدة 

تحضن جغرافيا أحزاني 

في مهبطها المعتم 

قصيدتي وغبار الغياب ورحيلُك 

ركامٌ من الحزن الأسود 

أبحثُ عن الخلود في ظلال اسمك 

 أستمدّ قوتي من أمكنة تحتفظ بكثافة عطرك 

وبحروفي أكمّل دورة الحياة 

على أجنحة الشّمس 

في غروبها المندثر 

ابتسامتُك وقوافي الشّعر 

تتعانقان على بريق السّنابل 

تحترق حروفي في محرقة المعاني 

اسمُك بردٌ لها وسلام 

أنفاسُك 

عيناك الخضراوان في روابي الرّوح 

إرثي الأزليّ 

ينساب، من بين أصابع المساء، 

إلى روحي

كأنَّك رحلْتَ مبكراً 

في ليلة تمزَّقت بأنغام مميتة 

لم تترجمها كآبة كانون 

في رسالتها التليدة شهقات يائسة 

وألمْ

في أفق لم يتوضّأ بنور الشّمس 

ظلالٌ 

لا يهتدي إليها العابرون 

في تلك القرية «دوكركا» 

التي تنتعش برياحينك 

وبروح النّعناع المغامرْ 

بساتينها الصّغيرة ترسمُ ثماراً بحجم خطواتك 

في صباحات تحتضن أزهار قلبك 

سبع سنواتٍ 

في تاريخها المؤلم 

لم تتغير طلاسُمها 

شيفرة الحزن 

لم يفككها أنين الغياب 

لا زلت أشمّ رائحة الثّورة 

في حقول الحنطة الهادئة 

وفي روحكْ 

ليس لي سوى مجد أبي 

ونضاله المشرق 

وابتسامة حلمه 

كلّما عاينتُ العلياء 

من أبجديتك كتبت قصيدتي 

رحيق روحي على نرجسة دجلة 

أتركه على قبرك وأمضي 

إلى أشواقك 

أمضي إلى قلبك.

 

 

 

  زهرة أحمد 

شاعرة سورية

 
Whatsapp