علمتني الحربُ
أن أحمل الريح في حقيبة العشق
فالحب في وطني
بيانات وتصاريح عابرة
تتلوه قذيفة هوجاء
ويلتهمه "بلم" يشق عباب الضياع
علمني النزوح
أن الأيام تشبه بائعة الهوى
في وطن
بات الحب فيه كخيمة متنقلة
دون أوتاد..
دون تأشيرة البقاء
علمتني لغة العيون
أن أعصر الخمر من رسائل تائهة
وأجوب الشوارع ليلاً
بحثاً عن وجهة الروح
لأطارد الخوف عنوة
في طوابير النازحين
علمتني الأسلاكُ الشائكةُ
أن الدموعَ زوّادةَ التعاسةِ
حين يكون الوطنُ جوازَ سفرٍ مزوراً
نجيد من صناعتهِ
قصصاً في العشقِ
لن تشبهَ النسخةَ الأصليةَ من دموعي
علمتني ابتسامةَ التخيلِ
في عرين قطارٍ ملتهبٍ
أنّ السكةَ تخترقُ الدموعَ
كلما ابتعدتِ الفراشاتُ عن خدودِ الأملِ
وانسلت من رحمِ الذكرياتِ
أوراقٌ بيضاءُ
حلمتُ يوماً أن أكتبَ على سطورها.. أحبكِ
من يشاركني وليمةَ البكاءِ
في مداراتِ قوسِ قزحٍ
لم يطأ وطني
مذ هتفتِ الطلقة من حنجرةِ "ثائرٍ"
ودوَّتِ القذيفةُ في محرابِ الطغاةِ
فكان موتُ القبراتِ
ورحيلُ الحبُ إلى شواطئ الهلاكِ
من يشاركني ...؟!
روني علي
شاعر وكاتب سوري