قالوا انتَصَرنا


 

 

 

قالوا انتصرنا وما زالَتْ مَطايانا

تُعانِقُ الدَّرْبَ آلامَاً ونِيـرانَا

 

ولِلمَآتِمِ أبْوابٌ مُشَرَّعَةٌ

والموتُ يَحْصُدُ أطْفَالاً وَشُبَّانَا

 

والدَّارُ تُمنَحُ للأغْرابِ نَافِلَةً

ما عُدْتَ تَشْهدُ غيرَ العُجْمِ جيرانَا

 

فالفُرْسُ مَيْمَنةً، والرُّوسُ مَيسَرةً

وفَيلقُ الرُّومِ يَرْعى كُلَّ مَغْنانا

 

وجَيْشُ قابيلَ بِالتَّضْليلِ مُنْشَغِلٌ

ولَنْ تَرَى مُنْصِفاً يَرضَى بِبَلْوانا

 

فاسْألْ عَنِ الأمْر فيمَا تَرْتَجِيهِ غَدَاً

كَيْ تَعْرِفَ الرَّدَّ فيمَا تَفْعَلُ الآنَ

 

فَالكُلُّ يَسْأَلُ والآذانُ صَاغِيَةٌ

إلى جَوَابٍ يُلَبِّـي صَوتَ شَكْوانا

 

لا شيءَ يَسْتَبِقُ المَقدورَ إِنْ بَقِيتْ

مرضَى النُّفوسِ تَكيلُ المَدْحَ مَجَّانَا

 

وعُصْبَةُ «القِرْدِ» ما زالتْ تُسَاوِمُنا

على الرَّحيلِ زَرَافَاتٍ ووُحْدَانا

 

لَنْ يَسْتَمِرَّ ضَلالٌ في الوَرَى أَبَدَاً

وسوفَ نَقْطُفُ بَعْدَ الشَّوكِ رَيحَانا

 

هذا «الُمهَرِّجُ» كالسِّعْدانِ مُنْـهَزِمٌ

فكيفَ نَعْبُدُ بعدَ اللهِ سِعْدانا؟

 

أزالَ مِن أوْجُهِ الأطفالِ بَسمَتَـها

وراحَ يَقْطُفُ ما أمْلاهُ أَحْزانا

 

قَدْ سَوَّرَ الدَّارَ بالأرْزاءِ قاصِمَةً

وآنَ للشَّعْبِ أَنْ يَجْتَثَّ مَنْ خانَ

 

غَاوٍ تَمَرَّسَ بِالأَقْذارِ يَرْقُمُها

واليومَ يَسْقُطُ لا كَانَتْ ولا كَانَ

 

في بُؤرَةِ الغَيطِ يثْوي كُلُّ طاغِيةٍ

وليسَ يَرْفعُ غَيـرُ الحَقِّ إنْسَانا.

 

 

فاضل سفّان

شاعر وكاتب سوري

 

Whatsapp