سأكتب عن البهجة المفقودة وعن سفر السعادة، وأعلن أنّنا نحن ملوك المشهد الطويل مللنا من التتويج، ونستحق ولو قليلاً من الفرح.

سأكتب علّنا ننسى أننا كنا حراساً للحزن وثواره الأوفياء، وأننا حملناه في أرواحنا وداخل كل قلب تركناه الآمر الناهي فصار ينهش بنا.

هيا ننسى كل هذا التاريخ الطويل من الحزن الذي كنا نعتز به ونراهن عليه، حزننا الذي كنا نتوارثه ونغني له ونكتب الشعر فيه والموال، هيّا لنبدأ: 

•  من أين تكون البداية؟ 

• من الصفر. 

•  لكن نحن تحت الصفر. 

•  نبدأ إذاً من النهاية.. لا حزن بعد اليوم.

• يعني (ماكو) حزن 

•  (ماكو حزن ماكو حزن بس .... حزين).

وقد بدأنا سنرمي كل الاشياء التي تذكرنا بالحزن، نعيش وكأننا لم نعرفه يوماً، كأنه نازح غريب رمته الطبيعة على شطآننا، لنرمه كما ترمي النساء هنا أطفالهن من شبابيك المشافي الليلية.

• بس انا حزني من الصغر ربيته.

هيّا، سندخل قاعة الحزن كما لو أنها قاعة "ترانزيت" ونغادرها ونطير بعد لحظات، سنضحك كما لو أننا ركّاب رحلة السعادة التي ستنطلق بعد قليل، هيّا فنحن السعداء لا نعرف شيئاً عن الحزن.

•  دخلك؟؟؟ شو يعني حزن. 

•  حزن!!! ما بعرف، ماني شاطر بالعواصم. 

• طيب شكراً أخي 

•  عفواً ... بس ممكن تسأل العمّ غوغل.

•  يقول "غوغل" أن الحزن هو عكس الفرح، ولكن كيف سنعرف الحزن طالما أننا لا نعرف الفرح؟! لذلك فكرت بالكتابة عن الفرح. ولنبدأ رحلة البحث عن السعادة، هيا إلى السفينة. 

لا تأخذ شيئاً معك سوى الضحكات، خذ من كل روح سعيدة زوجاً وخذ أيضاً الصور والذكريات، لا تنسى النساء الجميلات اللواتي غادرن على غفلة، خذ رائحة أيامهن، وخذْ.. 

•  (شصير آنا) سفينة نوح.

•  (إيه سيدي.. ع أساس حياتك مو صايرة سفينة).

إسمع يا جودي يا جبل الخيبة لا تخبر أحداً بأننا غرقنا، ووحدها أفعى الحزن كُتب لها النجاة.

•  طيّب ممكن تشرح لي كيف تسللت أفعى الحزن للسفينة 

•  كانت على شكل تفاحة في قلب السعادة

•  يعني ما رح نخلص من الحزن 

• حتى نخلص منه لازم نعرف شو هو.

ما هو الحزن؟؟؟ (سؤال للمارة) 

•  عفواً يا مدام.. (عنا) سؤال عن الحزن 

• (شو بعرفني ... شو قالولك عني) عالمة فضاء.

•  طيب وين أمك؟

•  أخدها الحزن 

• (وين أبوكي) 

•  أخده الحزن لعند امي.

•  يعني (ماكو) حزن؟؟ 

•  ايه بس حزين. 

 (سؤال شخصي) 

•  تفضل 

• (شو هو أكتر شي) حزين بحياتك 

•  إنك تكون بعيد وما تلاقي شي تمسكه بإيدك غير عكاز 

هيا نبدأ.. نحن عشاق البهجة.. 

•  ممكن سؤال يا مدام 

•  ايه تفضل بس بسرعة 

•  شو بتعرفي عن البهجة

• البهجة !!!(يمكن شي ألو علاقة بالأم.. لأنو لما راحت امي

         سمعت ابي عم يقول... راحت بهجتنا).

• (يعني أمك والبهجة راحوا سوا) 

•  (ايه هيك شي) 

•  (وشو بقي؟). 

•  بقينا نحن.

• سؤال أخير ... شو أمنياتك للعام الجديد 

•  انو يجي بسرعة ويروح (لأنو ملينا وبدنا نرقص شوي). 

إذآ هيا بنا إلى عالم البهجة.. وكأننا صانعيه والموزعين له عبر العالم.

•  إيه أستاذ ممكن (ترجعلي) حزني وبهجتي قبل ما تتفلسف. 

•  أنا لا أعرف الحزن ولا أعرف مكانه ثم أنني لم ألتقه من قبل.

•  يعني (ماكو) حزن؟؟؟

•  (إيه ماكو حزن بس حزين متل صندوق العرس ينباع خردة عشق من تمضي السنين).

•  رجعنا ع الفلسفة أستاذ ... (رجعلي) الصندوق.

قلت لك بأنني لن أكتب عن الحزن بعد الآن.. سأكتب عن البهجة.

•  أستاذ ... أنت ظريف (كتير بحزنك.. يعني داير بالك عليه منيح).

•  أنا حزني من الصغر ربيته. 

•  يعني متل إبنك 

•  (هيك شي) 

هيا إلى المستقبل

•  أين المستقبل؟؟؟ 

•  وراء البحر 

•  يعني لازم نسبح 

•  نعم 

•  بس ما بعرف أسبح

•  لازم تجرب 

• ممكن أن أغرق 

•  إذا غرقت يكون مستقبلك إنك تغرق.

هيا إلى السعادة 

أنا سعيد 

سعيد جداً 

لأنني تحولت إلى غيمة 

حتى لو بكيت طوال السنة 

سيقولون عنه مطر. 

 

 

محمد سليمان زادة

شاعر وكاتب سوري