العصفور الحدودي


 

 

وقف العصفور على سقف المحرس الحدودي بعد أن التقط حبة قمح من الجانب الشمالي للحدود، وفيما هو يحاول ابتلاع الحبة بمنقاره الذهبي لم يبد

أنه يخاف بندقية الحارس، ذاك الذي يملك قرار تصويب بندقيته إلى صدر أي إنسان يقترب من الحدود، أو باتجاه أي شيء يتحرك، بقرة كانت أو نعجة او حتى أرنب بري، بل حتى صوب العشب إن تحرك بفعل ريح الشمال.

تعلم العصفور الطيران على الأسلاك الشائكة وكان عشه حفرة أحدثها لغم أرضي.

كان أعمامه من الشمال أمّا أهل أمه وأخواله فكانوا يسكنون في الجنوب. 

فتح الطائر جناحيه الصغيرين ونزل على غصن من أغصان شجرة التوت،

شاهد من الأعلى قطعة خبز يابسة، هجم عليها بدون خوف، لم يعلم بأنه سيقع في فخ أعده الصغار.

ومن يومها يعيش العصفور في قفص ويمضي حياته في حزن وألم.

 

 

طه حسين

 
 
Whatsapp