الإرهاب


 

العالم نقي وتلوث بمجرد وصول السوريين إلى بلدان اللجوء.

 

ثمان سنوات والعالم يلصق كل التهم بالشعب السوري ويعتبرونه عاراً على البشرية يجب وأده والخلاص منه.

حتى الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وتلوث البيئة يلصقون مسبباتها بالشعب السوري، البطالة والسرقة والإجرام والقتل واللصوصية والمخدرات والدعارة كلها من نتاج السوريين.

وسيعيش العالم برفاهية وسعادة حين الخلاص منهم وتنظيف الكرة الأرضية من سمومهم.

ثمان سنوات مرت على قيام الشعب السوري بثورته ضد الحكم الديكتاتوري الأسدي المجرم، ومطالبته بالحرية والكرامة، وإجماع العالم على قتل السوريين ومنعهم من تحقيق أحلامهم ومساواتهم بالبشر.

ثمان سنوات والعالم يمد السفاح الأسد بكل ما يمكنه من تدمير المدن السورية وذبح الشعب السوري الثائر.

وأجمع العالم على أن السوري الذي ثار على النظام الأسدي هو إرهابي يجب محاربته وتخليص العالم منه.

أما السوري الذي قتل وذبح الثوار المدنيين فهو جيد لأنه مخلص لسيده، ويقبل ببقائه تحت حكم الأسد إلى الأبد، ويعشق الذل والهوان ويقبل بالبوط العسكري مسلطاً على رأسه.

العالم يشتغل على سوريا المفيدة التي ينادي بها الأسد وشبيحته، سوريا المفيدة التي تتسع لعشرة ملايين سوري قاتل وسارق ولص وذليل.

وفي بلدان اللجوء التي أجبر الشعب السوري على الهرب من الموت إليها، واجهه الاستغلال والشكوى والتذمر، والمطالبة برحيله كي ينعم أهل البلد بالاستقرار والأمان.

في البلاد العربية التي لجأ إليها السوريين يعانون من الاستغلال، وحتى قاطنوا الخيم لم يسلموا من الأذى رغم الفقر والمعاناة فأحرقت خيمهم، وأرغموا على العودة إلى حكم من ثاروا عليه فقام بتصفيتهم.

 كل سوري شريف لا يقبل بالذل هو إرهابي، لذلك تنطبق عليه توصيفات المجتمع الدولي، وفي أوربا يناشدون بإبعاد السوريين والإلقاء بهم إلى البحار والمحيطات.

الدول التي استقبلت اللاجئين تستلم المعونات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ولا تصرف إلا نسبة ضئيلة منها على السوريين، ويتباهون بأنهم يطعمون السوريين من أموال شعوبهم.

مطالب السوريين بالحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، هي مطالب إرهابية، لذلك يجب الخلاص ممن يسعى إليها من السوريين.

مصطلح الإرهاب والذي أقره المجتمع الدولي، والذي يشكل خطراً كبيراً على السلم والأمن الدوليين، بما فيه الأفعال الإرهابية التي هي الناتج النهائي للأفكار المتطرفة واستخدام العنف كوسيلة لمحاولة التغيير، وليس هناك تعريف للإرهاب متفق عليه دوليًّا، بل هناك توافق عالمي على اعتبار عدد من الأفعال بمثابة أفعال إرهابية، وتشمل الجرائم المتعلقة بالإرهاب استخدام العنف لأغراض سياسية، مثل خطف الطائرات واستهداف السفن البحرية واستخدام الأسلحة الكيميائية أو النووية ضد المدنيين واختطاف الأشخاص وغير ذلك من أشكال استهداف المدنيين.

من يقتل الشعب السوري لا يعتبر إرهابياً حتى لو استخدم كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً بما فيها الكيماوي.

قرابة المليون إنسان قتلوا في سورية، وآلاف المختفين، وأغلبهم في سجون النظام، ومليون وخمسمئة ألف جريح، و11 مليون مهجّر خارج سورية وداخلها، كل هذا يعتبر فعلا إنسانياً، لأنه يهدف إلى قتل السوريين الأحرار.

ولن يعبأ العالم بالخلاص من عشرة ملايين من السوريين من أجل رخاء العالم رضوخاً لرغبة إسرائيل بالبقاء كدولة عظمى في المنطقة.

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر ... وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر 

 

 

صبحي دسوقي   

رئيس التحرير 

 
 
Whatsapp