نيازك ملتهبة تلتهم كل شيء وتفنيه، لا أمل بالخلاص! لمسة واحدة من سحرها الأزلي يزول كل شيء، لو نظر العالم بأسره إليًّ لا يعادل نظرة عينيها ، تراني مرتين بقلبها وعيونها ، بكلمة واحدة تغير عالمي وتبدل خطواتي، معها الحياة عالم من الأحلام الجميلة، هي بالنسبة لي صندوق إبداع مليء بالذكريات الدافئة، بمجرد ولادتك تشم رائحتها وتميز دقات قلبها سمفونيتك الرائعة، وصمتها مثقل بالمعاني والحكم، ليست علاقة عابرة أو لحظات ممتعة ، بل رابط أبدي يدوم إلى الأبد ، أي إنسان بالعالم لا يأخذ مكانها، والألم بينكما متبادل، أي كان الجو فهي الربيع الدائم لحياتنا، لا تتبدل ولا تتأثر لا تثلج ولا تصفر أوراقها ولا تحرق بشمسها بل ظل دائم على مر السنوات، هي الحرية والديموقراطية والإنسانية، معها تمارس كل فنون الحياة ترفع صوتك أحياناً، وتنام على قلبها ساعات تصمت تغني تنام تكسر وهي لا تأبه ، همها الوحيد أن تبقى بخير، منتهى القسوة عندها بلسم لآلامك، ثابتة كالجبل، الوحيدة التي لا تخاف مجافاتك ورفضك، مهما كبرت فأنت طفل بين يديها، مكمن سرك وهمومك تفرح وتحزن معك ، قد ينهار كل شيء أمامك إلا هي، شامخة كالجبل رقيقة كمياه الأنهار، تحتاجها مهما كبرت لا تخذلك مهما فعلت، أنت بحاجة إليها مهما ابتعدت، هل مللتم من صفاتها؟ بقي الكثير، تصنع أفضل الرجال والنساء بيديها العاريتين، لولاها لم يكن لك وجود في هذه الحياة، معها شعور غريب يجتاحك وقوة خارقة مصدر الأمان والسعادة، راحة وسلام وفوز دائم، وقود للشتاء وظل في الحر، أيتها الراشدة الطيبة الحنونة، ألا تكلي ولا تملي؟ تحتمل صخبنا وأهواءنا وجنوننا، والآن حان دورنا! ولكن كيف؟ هل نستطيع أن نحملك تسعة شهور؟ وهل نستغني عن نومنا وحياتنا ولهونا وأصدقائنا وعملنا من أجلك؟ هل نرافق خطواتك المتقاربة ونبقى نسندك سنة لتمشي؟ ونستيقظ معظم الليل لنغطيك ونسقيك؟ ونقتص من لقمتنا لنطعمك؟ وهل يحالفنا الحظ في إسعادك؟ وتتغير قواعد اللعبة؟ لا نملك سحرك ولا صبرك ولا تفانيك وحنانك، أنت امبراطورية كاملة عالم بحاله، لا كهولة بين يديك ولا عظمة أمامك! آسفة:
لم أعرفكم عليها هي أمي وكل أمهاتكم، عنوان المحبة وشمسنا الدائمة، تعويذة الصباح والمساء، وفقراتنا الصلبة والسحر الحقيقي الذي لا نؤمن به إلا من بسملتها وتمسيدها وصوتها المقدس، كيف استطاعوا أن يطعنوك عندما استشهد ولدك؟ ودموعك ألم تحرقهم؟ ونحيبك ألم يوقظهم؟ كل الكون بحداثته مرتبط بقلبك، كل شيء مرتبط بك، أشعلوا الأضواء وحرروا الأبناء وارحموا قلوب الأمهات، ستلاحقكم دعواتها على مر العصور، التي تفوق السحر والسحرة، دعي صمتك يتحدث يا أمي؟ أيها العالم أنتم سلالة مجنونة، كيف استطعتم قتل الأمهات؟ لا تبحثوا عن بديل فلا بديل عن الأم.
إلهام حقي
رئيسة قسم المرأة