دم الوردة فاتحة لقداس السخيمة على ما يجري ومالا يجر


 

 

دمعةٌ

واو كأنها نقطة دم القلب في كون. في أبَد 

هذه الدمعة الحمراء مقتولة 

الشمس أعْرَفُ 

عندما تصير دماً 

أعرَفُ عندما تنزفُ بحبّ

أعرف عندما يلعب بها المصوّر 

عندما تصيرُ عينُه شمساً 

وقلبُهُ برتقالةَ كرزٍ يذوبُ 

وعندما شفتاهُ

أكتُبُها على صفحةِ الماءِ

تضيء أصل الخلقِ والجُعالةِ 

نقطةَ حرفِ القصيدة 

وكانَ في أبهائها يمضي 

لا فرسُ الفاتح 

ولا أبّهةُ معاويةَ على كرسيّهِ 

وهو يخاطبُ الملوك 

وأعرف 

وأنا لا أعرف شيئاً

لا القصيدةَ

ولا أعمارَها في تقاسيم بلد 

ولا ارتعاشة أمّي تودّعُ الحياة

وتقولُ اكتبني 

وأنا لا أعرفُ شيئا غيرَ وجهِ أمّي

...

ويا أمي بالحب، بالحاسة تغلين وتمنعينني عن عناق الوردة 

حتى انهيَ الجامعة 

والوردةُ خمرتي وعرفاني 

رأيتهنّ يسطعنَ بالضّوء هنا وبالوقيعةِ الأحلى صبايا 

بالوردِ

بالتعرّي 

بصبوة الوقدِ

ورأيتُهنَ بين هفهافِ النّدى والموسيقى يوقعنَ بالأجسادِ والألوانِ والشّبوب

ويتغاوينَ بلا آخرٍ ويرمينْ

بعضّ السنّ على الشفاهِ

كأنهنَ لم يفعلنَ شيئاً 

...

شكرا يا راعيَ الأشياء 

ولكَ فيها جرسٌ يجلجلُ في الكونِ

أقصدُ السّاحرَ 

وأعني المصوّرَ

وأنا بحزني 

في مركبي السكران 

أحدو للقتلى والجوعى وأيامى الأوطان

وأحنّ لأمّي

...

ويا دمَ الحبيبةِ قلبي 

ويا دمَ الأشقّاء أرضي

ويا دمَ الأحبابِ لِدْني

وخذْ دمي عنوةً 

ويا دمَ الإنسانية على أرضي بشبوبها 

وشعبي وأبناءِ أمّي

ويا دمنا في الكونِ من ذخّره 

ومن قطّره بزيتٍ مضيء 

لا أزهرتْ وردةٌ بدمِ الغزال

لا أقحلتْ بقمرِ الشحوبِ 

ولا مشت بموكبٍ ملكيٍّ آيةُ أعراسِنا

ولا أقسم بالوردِ 

لا أقسم بالدّم المسفوح 

والدّم الطارشِ

والدّمِ على الشجرة 

والدّمُ مازال يضحي بغاشيةٍ وحمّى على أشلاء الأطفال 

ولا أقسم وأقسمُ 

وحرّاني مشتعلٌ بي 

وبلدي بشعبي 

وشعبي بدمي في القارات

والدّم مسفوحٌ عظيمٌ 

اينَ يا حبّ ويتيمكَ مقرّحٌ ومهدور 

بوردةٍ

بدمِها

ترقصُ 

تهزّ الحاسّةَ بزلزالٍ

تحاصِرهُ المافياتُ بالأساطيل

والطائرات

والسمّ المنكود 

أينَ أخذتني يا دمعاً 

بنهناههِ يجري

أخيرٌ

فهل أعراس لنا..

--------

إسطنبول 23 / آب.. 2019

 

 

 حسان عزت

شاعر وكاتب سوري

 
Whatsapp