جسرُ الرحيلِ


 

 

أشرق أحد النهارات

بقدمين حافيتين بيضاوين

اقتحم نوره

نافذة مفتوحة بلا ستائر

غلَّ سحره بأنفاس صبية

واستراح كنجوم لامعة

بين خصلات شَعرها الأسود الطويل

كي تستفيقْ

 

بانتهاء الليل

ولهفة الندى لدخول الصباح

حلمٌ صغير بسيط

في سبيله للهروب

تعلّق بدمعة جامدة

اختبأت بين جفنين داكنين

داعب رمشها الرهيف

يُغريها كي تستفيقْ

 

نسيم ناعم لطيف

خفق بطراوته على صدرها

عصفور صغير تهيأ للغناء

ودار بنداء تغريده الرقيق

حول السرير

كي تستفيقْ

 

حمام زاجل حمل دُعاء المُحبين

لمس صمت قلبها الحزين

لم تسمع قلقهم الصاخب

أتٍ من بعيد

تخطّى همسهم زحمة الطريق

كي تستفيقْ

 

فراشة مُختبئة

طارت مع بزوغ الصباح

تغزل باللون خدها

كي يصحو حسنها من جديد

غارقة بنوم هادئ عميق

لم تشعر بأيّ دبيب

كي تستفيقْ

 

في رجاء يائس اِنحنى وجه

مثقل بالصبر بين شكّ ويقينْ

كشف الحزن تجاعيده

ويدٌ ملأَ الحنان كفّها

تفرك الأصابع الباردة

وتمسح بالأخرى

دمعتين ودمٌ يسيل

تهزّها كي تستفيقْ

:

حولها تجمّع أربعون ملاكاً

والموت مدّ لهم

جسرَ الرحيل

حملوا روحها إلى السماء

بعد أنْ فقدوا أملهم

كي تستفيقْ

 

 

منى أشقر

كاتبة سورية

Whatsapp