الجمعيات التركية في فرنسا


 

 

تأسست الجمعيات المدنية التركية في فرنسا بهدف اجتماعي وإنساني، وهي تعمل في الإغاثة وتلبية الحاجيات الأساسية للأشخاص الأكثر عرضة للضرر، ودعم الأسر المنكوبة لتحقيق الاستقلال الذاتي في موارد عيشها، وتلبية الحاجيات الأساسية للمحتاجين.

 تستقي قيمها وتستوحيها من مبادئ الإسلام الحنيف، واحترام كرامة الإنسان التي تشكل جوهر عملها، والعمل على   خلق تضامن إنساني يتجاوز الحدود ويسمو فوق الاختلافات بكل أنواعها.

وتتمسك بالمبادئ: (الحياد، الاستقلالية، الإنصاف، الاحترام، المسؤولية، تحدي المخاطر)، وتعدّ هذه المبادئ جزءاً لا يتجزأ من عملها الإنساني، والالتزام بها حيث يضمن كل مبدأ منها تقديم العون بعدل وإنصاف للمحتاجين والمنكوبين ويراعي التنوع عرقياً، دينياً، أو اجتماعياً.

الجمعية التركية الفرنسية (بفالانس) تعد أنموذجاً لعمل الجمعيات، وتعتبر من الجمعيات المهمة والمؤثرة في الجنوب الفرنسي، التقت صحيفة إشراق برئيس الجمعية السيد (فاتح يلديمير) حيث حدثنا عن إسهامات الجمعية ودورها في نقل صورة الأتراك وحضارتهم وتاريخهم للعالم، وأن الجمعية متنوعة الأهداف والمشاريع وهي تستهدف كل اللاجئين بدون استثناء، والجمعية تتبع إلى وزارة الأوقاف التركية من الناحية الدينية وتتلقى الدعم منها وهي تزود الجمعية بالكتب الدينية والمطبوعات الدعوية.

 تأسست الجمعية منذ عام 1980 وبدأت عملها في شقق مستأجرة إلى أن استطاعت تأمين بناء مستقل فيه مدرسة ومسجد وقاعة مطالعة، وقاعة للقاءات الاجتماعية والإنسانية.

ونحن نعمل بإشراف مباشر من القنصل التركي والملحق الديني التركي بمدينة ليون، والجمعية تعمل على لم الأتراك ضمن بوتقة واحدة، بدأنا بأعداد قليلة حتى وصلنا إلى هذه المكانة الآن، عدد المنتسبين إلى الجمعية 250 عضواً ونحن نقدم الخدمة والمتابعة لأكثر من 2500 تركي، وتتبع لجمعيتنا ست جمعيات منتشرة في المدن المجاورة ( كمونت وسان رنبار وسان فاليي ورومان وأوبنار ومنتيليماز) ونجتمع شهرياً لمتابعة المشاريع والخدمات التي تهم الأتراك والطلبة.

للجمعية مسجد مفتوح للجميع وفيه تجرى الدروس الدينية وتحفيظ القرآن الكريم، وفيه متجر لبيع المنتجات التركية بأسعار رمزية، ولها مسلخ للذبح الحلال على الطريقة الإسلامية، وفي الأعياد نقوم بتوزيع اللحوم وأموال الصدقات والزكاة والهبات التي تصلنا من المقتدرين.

ونحن نشرف على تدريس الطلاب من عمر السادسة دينياُ مع الثقافة الدينية وتعاليم الدين الإسلامي السمحة، ويشرف على التدريس متطوعون أتراك، وهناك أستاذ تركي موفد من وزارة التعليم التركية لتدريس مادة الديانة الإسلامية وأصول الدين واللغة التركية في المدارس الفرنسية لساعتين في الأسبوع للطلاب الأتراك ولمن يرغب من الفرنسيين.

ومن يرغب من الفرنسيين بتعلم اللغة التركية فنحن نسهلها لهم في الجمعية، كما نساعد الطلبة بإجراءات الالتحاق بالجامعات الفرنسية.

ولدينا ملتقى سنوي للطلاب القدامى الذين تخرجوا بفضل دعم جمعيتنا من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات، يتحدثون فيه عن الجمعية وتجاربهم وتشجيعهم للطلاب الجدد لاختيار الفرع الذي يناسبهم.

وفي أي مشكلة تواجهنا نلجأ إلى القنصل التركي وفي حال عدم حلها نوصلها إلى السلطات التركية المختصة.

وقد تعرضت جمعيتنا للاعتداء وحرقها مرتين من قبل عصابات حزب العمال الكردستاني (PKK) الإرهابية، وقد لجأنا إلى السلطات الفرنسية التي قامت باعتقالهم ومحاكمتهم، ولدينا علاقات جيدة مع الفرنسيين.

 وطالب بترجمة صحيفة إشراق إلى الفرنسية لتعريف الفرنسيين بالعلاقات الأخوية (التركية - السورية - الكردية) التي تعمل إشراق عليها، ووعد أنه سيتواصل مع جهات تركية وفرنسية للتنفيذ.

وتحدث عن الاعلام الغربي الذي يحض على خطاب الكراهية ضد المسلمين وضد تركيا صاحبة التاريخ والحضارة والحرية، وأنه يتجاهل معاناة السوريين وانفتاح الشعب التركي على مختلف الحضارات والشعوب.

وقال أنا ولدت في فرنسا وأحمل الجنسية الفرنسية لكنني أحس بالغربة هنا وأعتبر نفسي تركيا لأن حب الوطن قد غرسه أبي وأمي في داخلنا، وأنتمي إلى تركيا وسأعمل على عودتي القريبة إليها.

ووجه عبر صحيفة إشراق نداء إلى كل الشعب التركي مطالباً إياهم بالتمسك بحب الوطن وبذل الجهد والوقت لكي يصلوا إلى مصاف الدول العظمى، وأنه يفخر بإنجازات تركيا بكافة الميادين السياحية والاقتصادية والإنسانية والتجارية والخدمية، وعلى أهلي بتركيا أن يكونوا واعين لما يحيكه العالم من مؤامرات ضدهم، ولو بذل الشعب التركي جهده وإمكانياته كما يفعل بأوربا، لتغيرت أحوال تركيا سريعاً.

وركز على أهمية وجود إعلام تركي موجه للأوربيين يتحدث عن تاريخ تركيا والإسلام المشرف، وقال في تركيا تعيش الأديان بحرية ولكن الاعلام الغربي يتجاهل هذه الحرية ويتحدث عن حوادث فردية يضخمها ويصفها بالعنصرية، ولو خيرت بين العيش بتركيا وأوربا لاخترت تركيا قولا واحداً وبلا تردد.

----- 

الترجمة عن الفرنسية المحامية: فريدة مني

 
Whatsapp