مصير إدلب


 

أنت سوري، إذن أنت كائن مستباح وبلا حقوق ولا يجوز لك الاعتراض على شيء، هكذا عامل الأسد السوريين وهكذا تعلمت الدول أن تعاملهم.

 

عام 2013 تمت دعوتنا من قبل المبعوث الأممي الخاص بسوريا (الأخضر الابراهيمي) للقاء به في منزله بالقاهرة، جلسنا معه كممثلين للجالية السورية بمصر، حدثنا عن عمله وصعوبة ما يعانيه من سياسات الدول التي ترتكز على مصالحها الشخصية، وأنه حاول أن يقدم شيئاً للشعب السوري ففشل، وأبلغنا أن العالم بأجمعه (أصدقاء وأعداء الشعب السوري) اتفقوا على أمران لا ثالث لهما:

  • لن يقبل العالم بتغيير بشار الأسد ونظامه رغم يقينه بإجرامه.

  • أجمع العالم على وضع كل العراقيل بوجه انتصار الثورة السورية، ولن يقبلوا بتغيير النظام العلوي إلى نظام سني، لأن إسرائيل تريد هذا.

وبعد أيام قدم استقالته معلناً اعتذاره من الشعب السوري، وكان المبعوث الأممي الوحيد الصادق والمتألم لمعاناة الشعب السوري ولمصيره المظلم.

وهذا يقودنا إلى معرفة مصير إدلب وما يخبئه العالم المتمدن من اتخاذه القرار لتدميرها والقضاء على سكانها المدنيين.

جميع الملفات الدولية تقريباً اصبحت مرتبطة بالذي يحصل اليوم في ادلب، وجميعهم متفقون على استمرار شلال الدماء في سوريا، ومصيرها مبني على موازين القوى والتنوع في المكاسب والسيطرة على حساب الشعب السوري الحر تنفيذاً لجملة المبادئ التي أقرت في سوتشي، مع تثبيت النقاط التي نتجت عن سياسة قضم الأراضي التي اتبعتها إيران وروسيا، وهذا يعكس ثبات التصورات الروسية انطلاقاً من زعمها الحفاظ على وحدة سورية وتأكيدها تحديد مصير ومستقبل سورية والسوريين وفقاً لحديث واضح من بوتين بعد حصوله على تفويض من إسرائيل وأمريكا، والذي يؤكد امتلاكه لقرار الحرب والسلم ومفتاح الحل السياسي بملف الدستور كما يزعم، وإعادة اللاجئين، وفتح الطرق الدولية بين حلب ودمشق وحلب اللاذقية.

ومنذ انطلاق مؤتمرات الآستانة وسوتشي التي جاءت لعرقلة ونسف مؤتمرات جنيف والقرار الأممي 2254 حول سوريا الصادر في كانون الأول 2015، والذي يعتبر المرجعية الأساسية من أجل التوصل لحل سياسي.

يريدون تدمير إدلب والقضاء على أربعة ملايين مدني ثاروا على نظام الأسد وطالبوا بالحرية، لذلك العالم أجمع على القضاء عليهم لأنهم طالبوا بالمساوات والكرامة.

العالم يدمر المدن السورية ويقتل كل سوري ثار على نظام السفاح الأسد بحجة محاربة الإرهاب، ومصير إدلب سيكون أكثر إيلاماً من مصير مدينة الرقة حين قاموا بهدمها على رؤوس المدنيين بحجة محاربة داعش.

قد يموت الكثير من السوريين في الأيام المقبلة، وستذكرهم الأجيال القادمة بأنهم رجال ثاروا وقاوموا وماتوا بكرامة، وسيعلمون بأنه تم القضاء عليهم دون صدور تصريح أو حتى تنديـد من دولة عربية واحدة ضد المجازر التي تحصل في سوريـا.

أخيراً:

الثورة فكرة، ولن يتمكن أحد من قتلها، ويقيننا كبير بانتصارها، ومن المستحيل أن تُهزم ثورة بعظمة الثورة السورية، بالرغم من كل هذ التخاذل والتآمر عليها، الأمل مازال موجوداً، ومازال الشعب يريد إسقاط النظام.

 

 

 صبحي دسوقي   

رئيس التحرير 

 
Whatsapp