ســـراب


 

لمن هذه الواقفةْ

عند قوس الرصيفْ

تداعبُ قُرصَ السماءْ

بخصْـلاتِـها الراجفةْ

وتنشر بين النجومْ

كؤوسَ احتفالاتِ عرسها الذي سوف (جاء)

وتحلَمُ كيف تعبِّئُ ابتساماتِ أطفالِها

وتنثرُها عند قحط الكرومْ

فينبُتُ ماءٌ يغطّي التخومْ

*      * *

تهدّئُ أعصابَ ثوبها من مثيراتِ الرياحْ

وتفركُ بلّورَ ساعتِها

من مَطلِعِ الصبح

لعنفِ الظهيرةِ

ثمَّ المساءْ

لمن كلُّ هذا البكاءْ؟

جرارٌ من الدمعِ ملأى رجاءْ

منديلُها نافورةٌ من الضوءِ

وتحت قنديلٍ عتيقْ

تقرأُ فحوى الخطابْ

فيشهقُ فيها الرجاءْ

وتبكي

وتبكي

ثمّ .. يعاودُها الكبرياءْ

*      * *

وبابٌ يُصفَّعُ عند الدخولْ

وعند الخروجِ يَدٌ مهمِلَةْ

شجونٌ بروحِ المزاليجِ تصرُخُ:

فلتنته المهزلة

*      * *

لمن هذه الذابلةْ؟.

تظنُّ الحفيفَ نداءً

فتقفزُ بالأمكنةْ

وتحفِرُ نعشَهَا في ارتخاءٍ أنيقْ

وتُشعلُ نارَ الحريق

بين أحضانها الناعسةْ

*      * *

مَنْ صفَّدَ عمرَها بوشاحٍ حزين؟

وماذا يرومْ؟

ومَنْ تنتظر؟

أصرخُ: ماذا تريدينْ؟

تسألُ: ماذا تريدُ، ومَن تنتظِرْ؟

تحاور كفّي أصابِعَها بارتعاش

نُشَبّكُ في راحتينا السؤالْ

ونمشي معاً .. لاشتعال الحقولْ

بصمتٍ، ونسألُ:

ماذا نريد ؟.

 

 

  محمد جمال طحّان

 
 
Whatsapp