إلى أمي


 

ما زال حظِّي غائبًا وعصيَّا 

أمضي بأفواجِ الهمومِ رَضِيَّا

ما زال نبضي ناشدًا ألحانَها 

ما زلتُ ألتمسُ العناق شذِيَّا

ما زال ظلِّي يحتمي في ظلِّها 

ما زال يسري في الضلوعِ ندِيَّا

ما زلت أذكر صوتَها في دارِنا 

ما زلتُ أذكرُ كمْ يَطيبُ بَهِيَّا

ما زلت أذكرُ عطرَها في خِدرِها 

حتى يبيتَ الياسَمينُ نقِيَّا

ما زلت أذكرُ دمعَها يجري على 

الخدَّيْنِ صبحًا أوْ يَؤوبُ عَشِيَّا

حينَ الفراقِ تماسكتْ لكنَّها 

منذ افترقنا قدْ كواها كَيَّا

ما زلتُ يا أمَّاه ليْلًا أشتكي 

مُرَّ الفراقِ وذُلَّهُ الأبديَّا

ما زلت أسألُ عنكِ كلَّ جوارحي 

قد تشرقين كما السَّنا قدسِيَّا

مُرِّي على قلبي المضرَّجِ بالدِّما 

أبكيكِ ترويني المَدامعُ رَيَّا

مُرِّي على قلبي غداةَ حنينِهِ 

للقاءِ وجهِكِ ما يزال وفِيَّا

مُرِّي على نبْضٍ يَتوقُ لوَصلِكُمْ 

سَبعٌ عِجافٌ بالفراقِ شقِيَّا

مُرِّي على روحٍ تناجي ربَّها 

إذْ لمْ يزل بالمؤمنين حفِيَّا

ما كنتُ أكتب في الهوى معزوفةً 

إلَّا لتهْمِيَ بالعطاءِ سَخِيَّا

يطفو من الأعماقِ بَوْحٌ نازفٌ 

تجثو الحروفُ على النَّقاءِ جِثِيَّا

أنَّى اتجهْنا والدُّعاءُ يَحوطُنا 

والقلبُ يخفِقُ كيْ نؤوبَ سَوِيَّا

يا "صبحُ" كيْف السَّاجدون بليْلِهِمْ 

من دون وَجهِكِ ساجدًا ورَضِيَّا

يا "صبحُ" هلَّا لحظةٌ من عُمْرِنا 

أيْكًا أراكِ وفيكِ قدْ أتفيَّا

يا "صبحُ" كيف اليَوْمَ حالي دونَكم 

يا ليْت كنتُ على المَدى مَنسِيَّا

 

 

لميس الرحبي

شاعرة سورية

 
 
Whatsapp