!!! صحوة الجامعة العربية المفاجئ بعد نبع السلام


 

 

تم تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945 بعضوية سبع دول عربية فقط، ثم اكتملت بعد استقلال جميع الدول العربية من الاحتلال الأجنبي لها، ليبلغ عدد أعضاء الدول في الجامعة 22 دولة عربية.

مرَت على الجامعة العربية عدة قضايا منها القضية الفلسطينية التي (إلى اليوم) لم تتمكن الجامعة من حل هذه القضية، إلا أن موقفها الرسمي ما زال ثابتاً وهو الاعتراف بدولة فلسطين فقط 

ومرَّ عليها أيضاً الغزو العراقي للكويت والاجتياح الاسرائيلي للبنان.

تجتمع الدول العربية في كل عام لبحث تطورات المنطقة وبحث آخر المستجدات في إطار ما يسمى اجتماع القمة العربية ومن ثم إصدار بيانات لا قيمة لها عربياً ولا دولياً، ولطالما اعتبرت الجامعة العربية منظمة لا تقوى على شيء بل عاجزة أيضاً، فوقفت عاجزة عن توفير أي نوع من الحماية للدول التي تعرضت لضربات خارجية أو تدخل شؤون دول عربية ببعضها رغم
أن أهداف الجامعة عدم تدخل الدول ببعضها البعض.

أمين عام الجامعة العربية هو بمثابة رئيس لها مرَ على هذا المنصب ستة أشخاص منذ تأسيسها كلهم كانوا مصريين باستثناء (الشاذلي القليبي) فكان تونسياً، واشتهر منهم عمرو موسى ونبيل العربي وآخرهم أحمد أبو الغيط.

جاءت ثورات الربيع العربي واعتبر البعض أنها جاءت صحوة للجامعة، لكنها أتت متأخرة فلم تتدخل الجامعة العربية بالثورة التونسية ولا المصرية، بقيت صامتة واستفاقت أثناء ثورة ليبيا وأعطت الضوء الأخضر للناتو لقصف ليبيا والإطاحة بنظام القذافي، وموافقتها على فرض منطقة حظر جوي، وعلقت عضوية ليبيا حتى سقوط النظام الليبي.

مع اندلاع الثورة السورية نددت الجامعة العربية بالمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري من قبل رأس النظام بشار الأسد ثم قررت تعليق عضوية سوريا، وسحب سفراء الدول العربية من دمشق.

بقي مقعد سورية في الجامعة العربية شاغرًا لا يمثله النظام السوري ولا المعارضة السورية 

وتغاضت الجامعة العربية عن جميع الأفعال التي ارتكبت بحق الشعب السوري وعن المجازر التي ارتكبت في سورية وعن التدخل الإيراني وتدخل حزب الله والمليشيات العراقية وعن الذبح الطائفي الذي تعرض له الشعب السوري على يد الميليشيات الطائفية.

حتى كان التدخل الروسي عام 2015 حيث لم تُصدر الجامعة العربية أي بيان، ولم تجتمع، حتى لم تندد ولم تشجب بل بقيت صامتة، حتى إن بعض الزعماء العرب ذهبوا إلى موسكو وشجعوا روسيا على حل القضية السورية، وآخر ذلك كان استقبال المملكة العربية السعودية والإمارات للرئيس (فلادمير بوتين) وتناسي ما قامت به روسيا في الأراضي السورية.

إلى أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الدخول إلى سورية عبر عملية (نبع السلام) لإنشاء منقطة آمنة تضمن عودة اللاجئين السوريين إليها وتحطيم الحلم الكردي في إنشاء دولة كردية على الحدود التركية.

ندد الكثير من هذه الدول بعملية (نبع السلام) بما فيها جزر القمر والبحرين والمملكة العربية السعودية، وطالبت مصر بعقد جلسة طارئة لمناقشة آخر التطورات.
اجتمع الجميع وطالبوا بما أسموه الغزو التركي للأراضي السورية وطالبت جامعة الدول العربية مجلس الأمن بوقف عملية (نبع السلام) وفرض عقوبات اقتصادية وسياحية على تركيا وتناسوا ما حصل في سورية خلال 8 سنوات من مجازر ارتكبتها روسيا وتناسوا ما يحصل في اليمن من القوات السعودية الإماراتية وتناسوا أيضاً الخلاف السعودي القطري ومحاصرة قطر من قبل الدول العربية، إذ فجأة استفاق العرب وقرروا الوقوف ضد تركيا والتفكير بإعادة مقعد سورية الى النظام السوري.

لم تأبه تركيا لقرارات جامعة الدول العربية، وانتقد الرئيس التركي موقف الجامعة من عملية (نبع السلام) وصرح بأن الجامعة فقدت شرعيتها منذ زمن وتساءل عن الأعداد التي استقبلتها الدول العربية للاجئين السوريين أو عن الأموال التي قدمت لمساعدة اللاجئين وأكد أن جميع القرارات التي تصدر عن الجامعة لا قيمة لها وأن عملية نبع السلام مستمرة لتطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية التي تستهدف أمن تركيا وتأمين عودة اللاجئين إلى سورية.

ويبقى السؤال: لماذا انتفض العرب وجامعة الدول العربية على تركيا عندما تدخلت في سورية عسكريًا وتناسوا التدخل السعودي الإماراتي في اليمن؟؟

لماذا لم تفرض جامعة الدول العربية عقوبات على روسيا وإيران عندما تدخلتا في سوريا؟؟

من يمثل العرب حاليًا؟؟ هل جامعة الدول العربية تمثلهم؟؟ أين الجامعة العربية من طموحات الشباب العربي من الحرية والعيش بكرامة؟؟ أين الجامعة العربية من كل ما يحصل في الوطن العربي؟؟هل المجتمع الدولي يأخذ بقرارات الجامعة العربية أم لا قيمة لها دولياً؟؟

 

آلاء العابد 

كاتبة سورية

 
Whatsapp