دارنا البعيدة


 

لمْ يبقَ يا داري البعيدةُ ذاكرةْ

مذْ ألف عامٍ والدموعُ مهاجرة

مذْ كنتُ في نهرِ الفراتِ حمامةً

وأنا وروحي بالخيالِ مسافرة

ما بالُها هذي البلادُ تلومني

فأنا النوارسُ والبحارُ سماسرة

بجمالِها زينتُ يوماً وجنتي

في موسم التذكار كانت حائرة

............

حييتَ يا نهرَ الفراتِ بدمعتي

حالي وحالُك كالغيومِ الماطرة

ماذا وقلبي ينحني بتواضعٍ

بجلالِ قدرِكَ قامتي متناثرة

هلْ أخبرَ الطيرَ الشريدَ بعلّتي

فاليومَ ماتَ بي الشعورُ مكابرة

حتّامَ بالتشريدِ رأسي كاللظى

وهناكَ عرشي يذبحونَ ضفائره

.............

أهديكَ يا تربَ الشآمِ حكايةً

بوحاً لقلبي يرتوي بمغامرة

أنا ما اختنقتُ وإنّما بي طفلةٌ

هزمتْ بها الأفراح تلك الطائرة

تغفو العيون وبي تضج حقيقة

ظلتْ على أهدابِ روحي ساهرة

قذْ كنتُ شباكًا لبسمةِ أمتي

والقهرُ ينشرُ بالعيونِ ستائره

مذْ كنتُ دربًا للعبورِ إلى الهوى

والحزنُ يبني في الضلوعِ متاجره

مذْ حمّلتني الريحُ سرَّ هبوبِها

أيقنتُ أني في حضوركَ شاعرة

 

لميس الرحبي

شاعرة سورية

 
 
Whatsapp