بيراجيك


    

 

 

عندما تتحسسون الخريطة في مرة مقبلة

مرروا أصابعكم إلى أقصى جنوب الهامش 

إلى شمال الجثة بخطوتين 

تحت أيديكم مباشرةً أعيش أنا 

تماماً

حيث العتمة ترفع صوتها باكراً وتشعر المكان بالوحشة 

*

يقولون: هذه الندبة عتيقة جداً 

حتى دروبها هرمت وصارت أزقة ضيقة 

والنهر الوحيد هجر الوادي

وجف من الصور القديمة

فصار حكاية يتبادلها العاطلون في المقهى 

*

يقولون: أن جدتي نبتت هنا

ثم اقتلعها غريب من جذورها وسمّاها " بهيّة "

ولم نرث عنها سوى الخريف

عمّي كذلك قطف له شتلة من نفس الحقل

ومكث في السجن لليلتين على فعلته

عمتي جاءت في زيارة عاجلة ثم ماتت 

وأصغر أعمامي مات قبل أن يأتي 

لذلك تراني حائراً 

أهذه البلاد لي أو للذي مرّ من تحت نافذتي وهو يرطن بمفردات لا أفهمها؟

أعيش هنا منذ أول شتاء هطل

وما زال النهار يسقط من يدي قبل أن أتذوقه 

إلا الليل

يركن حافلته الطويلة على وسادتي

ولا يتزحزح قبل أن يتأكد من إفراغ حمولة الأرق بين أجفاني 

*

أعيش هنا على ارتفاع شاهق 

فوق مستوى فرحكم اليومي 

في عمق حزنكم الأخير 

وأشكو.

 

 

حسين الضاهر

شاعر وكاتب من سوريا

 

 
Whatsapp