تَلتَصقِينَ بِمَسَامِ الرُّوحِ
تُهَيمِنينَ على مَسَاحَاتِهِ
كصَلاةِ صُوفِيٍّ تَلَبَّسَه الحَالُ في شَطَحاتِ وَلَهٍ
أبَدَاً لا تُغَادِرُ
تَجْلدينَنِي كَأحْلامٍ تَبحَثُ عن (كَاعٍ)
ما عثرت عليها يَومَاً
فأنا مَا تَعَلَّمتُ أنْ أقرَأَ صَوتَكِ جَيِّدَاً
ولا أُترجِمَ طُقُوسَكِ الَّتي تُشبِهُ البَحْرَ بِلا قَرارٍ
علِّميني كيفَ أُزيلُ العَتمَةَ الحَاضِرَةَ،
من الوَريدِ إلى الوَريدِ ..
فَقَدْ صرتُ وأنْتِ مَوْتَى حُرُوفٍ
كأَنَّنَا استَفَقْنا يَومَاً لنَقطِفَ غَيماتٍ،
ونَعُودَ إلى الغِيابْ
كُنتُ حِبْرَكِ الَّذي سَعَى إليكِ
بِلا مَلَلٍ
فتُهْتُ بَيْنَ (أنتِ وَأَنَا)
وكُنْتِ لُغَتِي الَّتي ما كَانتْ تَهدَاُ ولا تَستَكينُ
أتعَبَني جُنُونُك المُوغِلُ فِي ثُقْبِ وُجُودِي
فالُّلغَاتُ كثيراً مَا تَبْتَكِرُ هَزَائِمَ تَعْلُو عَلى الإِيمَاءِ،
وتَسْمُوْ
فَوقَ غُبَارِ التَّأويلِ والاحْتِمالات
تَمَهَّلي
لَنْ تُتْلِفَ الرِّيحُ الرِّيحَ
فَقَدْ فَاضَ المَاءُ باليَقينِ
وأَرواحُ المُدُنِ الأُولى اسْتُحْضِرَتْ
شَاهِدَاتٍ ..شَاخِصَاتٍ
الوَعدُ أَنضَجَ الثَّمَرَ
وبَقَايَا العُهُودِ، لَمْلَمَتْها أصْوَاتُهُم
الطَّالِعَةُ مِن جَمرَة
أجَّجَت لَهيبَها الخُطُوَاتُ المُتَلَعْثِمَة
* * *
كانتْ تُفتِّشُ في جُبَّةِ النَّارِعَن لَحْمِها المُسْتَبَاح
وَعنْ بَيتِهَا
وكُلِّ أنَاشيدِهَا البَائِدَة
وكانتْ تَظُنُّ بِأنَّ النُّجُومَ
تُطاوِعُها في احتِضانِ المَدى
لكنَّها
في اشْتِعَالاتِ هذا الجنون استحمت بعِطْرِ الدِّماءِ
ولَهْفَتِهَا البَارِدَةْ.
سميرة بدران
شاعرة وكاتبة سورية