مجموعة قصصية للأديب والكاتب التركي (صادق يالسيز أوتشانلار) بعنوان "وجه" صدرت مؤخرًا عن دار ميسلون للطباعة والنشر والتوزيع، نقلتها إلى العربية هلا علوش.
ضمن مئتين وست وعشرين صفحة من القطع المتوسط، ينتقل بنا الكاتب عبر الوجوه المتألقة تارة، والشاحبة اليائسة تارة أخرى، فمن وجه أمه إلى الصورة الباطنية للوجه، إلى وجه المرأة القبيحة، إلى وجه الحلم، ومن ثم وجه نيسان، إلى وجه الصحفي الشاب العاطل عن العمل، ووجه الحبيب، وصولًا إلى وجه السمكة. يبحر الأديب من خلال سردياته في عوالم شتى تحاكي الألم والمعاناة في الواقع المجتمعي.
يحاول صادق أن يدخل جوانية المعطى المجتمعي التركي، بكل تلاوينه الصوفية حينًا، أو تلك المتناقضة معها أحيانًا أخرى، منتقداً للظلم الإنساني والسياسي، وراصداً للفرح العميم في متاهات أخرى.
يمتلك الكاتب فكرًا فواحًا ينثر عبيره على الناس أجمعين. من يقرأ (وجه) يجد نفسه ضمن أتون المجتمع التركي المتعدد والطامح نحو التغيير دائمًا، يمازج العلاقة الحوارية بين الرجل والمرأة، ويلتقط بمبضع الجراح، كل أشكال المعاناة القهرية للمرأة ضمن واقع مجتمعي لا ضير أنه ينتح من معين سياقات مجتمعية، تشابكت وتعاركت، حتى غدت كأنها وقع الصياصي في النسيج الممدد.
"صادق يالسيز أوتشانلار" قاص متمكن تنقل بين عدد من الفنون الأدبية والرواية والسيناريو والبحث، وقد أسهم عمله النظري الذي يحمل عنوان (سينما الأحلام) في إغناء الفكر السينمائي، وقد ترجمت بعض أعماله إلى لغات عدة، منها اللغة العربية. نستطيع القول أنّ عمله القصصي "وجه" هو أحد أهم كتاباته، التي تسمو بمفهوم الأدب الذي، وترتقي بالعملية الإبداعية بما تحوزه من روح مفعمة بالحب والابداع.
اشراق_ ثقافة