أطلالُ مَجدِكَ في القُلُوبِ جَمالُ والحُسنُ في مَعنَى الطُّلولِ مُحالُ
لَكِنَّ قلبَ المَرءِ إنْ يعشقْ يَجِدْ مالا يُقالُ عَنِ الجَمالِ يُقالُ
يا صَوتَ بابِلَ مِنْ نَبوخَذ نُصَّرٍ أصماهُ مِنْ حَشدِ المَجوسِ وَبالُ
أوَ يذكُرُ التاريخُ سطوةَ خالدٍ أم قد تَوارَت بعدَها الآمالُ؟
أمُ أنَّ جُرحَ القادِسيةِ غارق في زَفرة شَهِقَتْ بِها الآجالُ
أمْ ضاقَ هارونُ الرَّشيدِ بِتِركَةٍ مازال يَسفكُ ثأرَها الدَّجَّالُ
مازالَ بَرمَكُ يَستبيحُ قَرارَها والسّامِريُّ وعِجلُهُ مَازالُوا
يا إِرثَ سَعدٍ والحًسَينِ إلى مَتَى تَقتاتُ منكَ صَوارِمٌ ونبالُ؟
هلْ أصبحَ التاريخُ رأسْ مُعَمَّمٍ أم أنَّ تاريخَ العِراقِ عِقالُ
وَهَلِ انحَنَت ذي قار في بَطحائِها أمْ أنَّ بَطحاءَ السَّراةِ جِبالُ؟
مازالَتِ الدُّنيا تُرتِّلُ وَحيَهَا عَن رافِدَيكَ، وتَكْتبُ الأجيالُ
والكَرخُ يَعزِفُ للرّصافَةِ لَحنَها فيَتِيهُ في أسماعِها المَوَّالُ
والنَّخلُ يرفعُ فوقَ صَرحِكَ رايةً فيها لعُشَّاقِ النِّضالِ نِضالُ
وتُكَفكِفُ الحَدْباءُ دَمعةَ نَينَوَى بِفَمِ الرَّمادي والدُّموعُ سِجالُ
ما خابَ ظَنٌّ في عُروبَتِكَ الّتي مازالَ فيها مِن شُموخِكَ حالُ
وبِكَ الرُّجولَةُ أيْنَعَت في صِبْيَةٍ غُرَرٍ، وحَصَّنَ رَافِدَيْكَ رِجالُ
لم يَلقَ فيكَ الكَونُ طِفلًا بَعدَما كَبُرَتْ علَى أفعالِها الأطفالُ
ضاقَت زَوَايا الأرضِ فيكَ وجَلْجَلَت أركانُها وتَفَجَّرَ الزِّلْزَالُ
وهَتَفْتَ لِلدُّنيا بِأنَّكَ رايةٌ عَربيّةٌ، وكَفرتَ فِي مَا قالُوا
لَم تُنْصِفِ الأشعارُ جُرحَكَ مِثلَما ضاقَت بِوَصفِ جِراحِكَ الأقوالُ
إسماعيل الحمد
شاعر سوري