السماء واسعة
وكلانا فرش غيمته في سماء حبلى بالرياح وبالجنون
لا تؤرق حلمي بالمزيد من النعاس والكوابيس
الربيع المورق في عينيك يكفي للقادم من سنيننا العجاف
أيكفينا من هذه الأرض متران من التراب؟
في الأفق متسع للأماني والأحلام والموت المعلّب
في النهر متّسع للسنابل والحقول
وقصائد المطر
وحكايا الجدّات حول موائد الشتاء
للعشق تفعيلة الجراح والألم الذي نتقاسمه كنقطة في آخر السطر
تضيق الدروب كوجع يتماثل للشفاء
ليس لنا يد بما يرسمه الشتاء
من تفاصيل البرد والأنواء
بما يعمله الرصاص من ثقوب
بما تسكبه الخيام من نواح
والشمس وما تخفيه من شبق ومن أقمار
دخلنا متاهة الأسرار
لك ما بقلبي ولي من هواك موال ليل آخر
السماء واسعة
والأرض تحمل عبء آفاق تعرّيها ذاكرة ملساء
لنكن يا صديقي وهمين جميلين لسراب العمر الهارب
من دمي ودمك
**
لم يعد لي متسع من الهواء
لأشم رائحة القصيدة وهي تلملم كلماتها المبعثرة
فوق طاولة الغياب
وهي تستجمع تفعيلتها من قلق الحروف الواهمات
وتلتقط أنفاسها بعد أن تعبت من البحث عن ألوانها
وحرارة الشمس في حركاتها
لم يعد لي متسع من الموت
لأكتب قصيدة تتبرأ من قاتلها
وتنام بكامل نعاسها على سرير الحنين
وتنفجر بالبكاء
**
ما كان لليل أن يطول
أن يتنفّس عبق ياسمينة لنهار خجول
ما كان لدروب عينيك متّسع من القصائد
ولا فائض من دموع الطلول
البلاد تتقاسم الموت والخراب
والأمهات يتقاسمن أبوب الوداع
وشرفات الانتظار
ما كان لشاعر في أول الموت أن يقول
**
كلّ الدروب مسافرة
وجهك العالق على جدار الذكريات
يدك التي تدقّ أبواب الرحيل
دمي الذي يحنّ إلى شرايينه
موتي المتعدّد الذي يرتدي أقنعته المفضلة
القصائد الرديئة
ذكريات الطفولة
حبّها الذي كان
الشتاء الذي يحلم بالربيع
غيابنا المرسوم بريشة قاتل مأجور
كلّ الدروب مسافرة
وأنا ما زلت أفتّش يا حبيبتي في الوجوه العابرة
يوسف أحسنة
شاعر وكاتب سوري