فِي النُّقطةِ
الأكثرِ سكوناً بِهاويةِ الأَملِ
رَجوتُ لقاءً
يَغفُو بِعبثِ السَّاهي عَن نَفسهِ
وحتَّى عَن هَوجاءٍ
تطيحُ بِبؤرةِ الخلوةِ
فلامعنى لأَن يكونَ السُّقوطُ آيلاً!
-----
أشياءٌ وأشياءٌ أُخرى
تشيرُ لفقهِ الماءِ
وإلى العَناوينِ
العاليةِ الهِمَّةِ في عينَيّ
تُحاكي عيناً بكت
بكلِّ الأَواني
على سطوحِ المنازلِ
-----
أتوزَّعُ مرَّةً تلو مرَّة
وبذاتِ السُّكونِ
بينَ نبضتينِ
وأرغبُ بوقتٍ
يجعلُ الزَّمنَ مُتقبَّلاً عندي
كإحتيالٍ أخيرٍ
لإزاحةِ التَّجريدِ
عن وجوهِ المارَّةِ
-----
كلُّ الأَبوابِ
صُنعتْ لتُوصدَ
أو هٰكذا تَوهَّمتُ
لأنَّ الأنوارَ
حكراً على أغلفةِ المجلَّاتِ
-----
مُطفأةٌ شوارعٌ
لا أمشِي فِيها
حتَّى الشُّموع
اعتادت على
صَمتِ التَّجربةِ
وعلى الذَّوبانِ المُحوِّمِ
بقعرِ الصُّحونِ
-----
لا شيءَ يوقظُ سُباتَ الأَزقَّةِ
بمدينةِ قَلبي
فلا همسٌ شَفيفٌ على جُدرانِهِ
وَلا الانتظارُ يجاهرُ بلوعةِ التَّمني!
انتظارُ عيونٍ
وانتظارٌ داخلَ انتظارٍ
من نافذةٍ
لا تَطلُّ إلَّا على المزيدِ من العتمةِ
لكن هناك
على جادَّةِ الزُّقاقِ القديمةِ
وبأشهرِ خيالٍ فيهِ
ثمَّة حزامٍ واحدٍ من ضوءٍ
يتسرَّبُ ظنِّي
عن معنى الكُثرةِ في النُّورِ
وكيفَ يكونُ الفرحُ حزمةً!
فاستدعيتُ قراءاتي
وَما رسخَ بأوَّلِ طينةٍ منِّي
إلى الآذانِ الأوَّلِ
في المدينةِ
وإلى اِستراقِ الصَّمتِ
من ضجَّةِ الخناجرِ
بخاصرةِ كلِّ فرحٍ!
افتخار هديب
شاعرة سورية