الله أكبر نداء أصبح لصيقاً بالإرهاب بفضل من شوه الإسلام من أمثال داعش
فرنسا دولة علمانية لاتقبل أي رمزمن الرموز الدينية بكل مؤسسات العمل حتى المسيحين ممنوع عليهم إظهار الصليب على صدورهم في أوقات العمل.
ولا تزال وسائل الإعلام في فرنسا، تناقش المظاهرة التي جرت في باريس والتي كانت ضدّ (الاسلاموفوبيا- الرهاب من الإسلام)، لأنها مظاهرة أدت إلى انقسام بين الأحزاب السياسية، وهذا الانقسام برز أيضاً في مواقف بعض المسلمين أنفسهم ما بين مؤيد ومعارض، فماذا حدث؟ وما هي أسباب المظاهرة، وما كانت الظروف التي مرّت فيها؟
هذه نماذج مما تناقلته وسائل إعلام فرنسية:
- منذ مدة، ثار جدل حول حجاب سيدة كانت برفقة ابنها خلال رحلة مدرسية، وبعدها بفترة، حاول رجل فرنسي حرق باب مسجد في مدينة (بايون)، وأطلق النار على رجلين كانا أمام المسجد، وأصابهما بجراح بليغة، وفق هذا التوتر تمّ اقتراح تنظيم مظاهرة ترفض هذا الجوّ المشحون والذي بدا بالنسبة للبعض من الفرنسيين أنه جوّ كاره وتمييزي ضدّ المسلمين في فرنسا، وأنه بداية ربما لسن قوانين ستحدّ من حرية المسلمين أكثر فأكثر. انطلقت المظاهرة في باريس ووصل عدد المشتركين إلى أكثر من 13 ألف شخص.
- خلافات، وتفاصيل أثارت الكثير من الجدل:
من الشعارات التي تمّ رفعها خلال المظاهرة،(نعيش معاً، هذا أمر مهم)، (التضامن مع النساء المحجبات)، (نعم لنقد الدين، لا لكراهية المؤمنين). وهناك امرأة حوّلت علم فرنسا إلى حجاب قائلةً: (هذا رمز لحبي لله وحبي لفرنسا)، بالمقابل كان إمام بوردو (طارق وبرو) من المعارضين لهذه المظاهرة، وقال إنه ليس ضدّ المظاهرات، لكن هو مع مظاهرات تساعد على التهدئة، ولا تقود إلى توتر أكثر.
شارك في المظاهرة عدد لا بأس به من ممثلي اليسار الفرنسي ولعل من أبزهم كان (جون لوك ميلنشون)، وقال المتحدث باسم حركته: كانت مظاهرة للسلام والأخوة، وقد غنوا النشيد الفرنسي في حين اعتراض آخرون قائلين: لماذا لم يرفع الناس خلال هذه المظاهرة شعارات تدين الإرهاب والقتل باسم الإسلام؟ ولماذا أخذوا يرددوا عبارة (الله أكبر)؟ فهي عبارة يقولها شخص يريد تفجير نفسه وقتل الناس المدنيين!
وبالعودة إلى المظاهرة، نجد أن من ردد عبارة (الله أكبر) قال للناس وبعد ترديدها لثلاث مرات: نريد ترديد هذه العبارة، لأنها عبارة دينية، نقولها كل يوم، وليس لها أبعاد إرهابية كما يحاول الإعلام نقل ذلك، والقول بأنها عبارة لإعلان الحرب، هي عبارة نقولها في كل صلاة، ويمكن قولها في حياتنا اليومية عندما نعجب بشيء أو أمر ما...الخ
- قالت (سائدة بلقيس): (أنا كامرأة، أشعر بالتمييز، أشعر بتمييز ضدي عندما يقولون لي أنه لا يحق لي العمل، ولا الذهاب إلى المسبح، ولا أرافق أطفالي خلال نزهة مدرسية، أريد أن أكون حرة وأفعل ما أريده، وألبس ما أريده، وهذا هو تعريفي للحرية).
وقالت (مريم العمر) من الجزائر: (المرأة لها الحق أن تعيش بالطريقة التي تريدها لأننا نعيش في بلد يتمسك بالحرية ولا نريد لأحد أن يتدخل بما نرتديه،
المرأة حرة بأن تلبس الحجاب أو تكون بلا حجاب هي حريتها الشخصية التي يجب صيانتها من الدولة الفرنسية، البعض يظن أن الحجاب مرتبط بالإسلام، ولو درسوا الظاهرة لوجدوا أن الحجاب والستر من عقائد وأصول جميع الأديان السماوية، خوف بعض الحكومات من الحجاب يضاهي خوفهم من قنبلة نووية والسبب غير واضح وغير مفهوم أبداً، وأنا مع هذه المظاهرة وكل وقفة سلمية للمطالبة بالحرية وهذا اقل حق من حقوق المرأة المحجبة.
والناشطة (هويدا علي) قالت: (فرنسا كدولة علمانية عليها أن تحترم حرية كل شخص فيها، وعلى الإعلام التركيز على أن الإنسان من حقه أن يرتدي مايريد بما أنه لايعارض سياستها وإلا هذا يعني الكيل بمكيالين، فكما نحترم الجميع على الجميع أن يحترمنا.
(زهرة العبادي): انا بصراحة لقيت المظاهرة غير مجدية لأسباب كثيرة،
أولها وجود تناقض بالشعارات وعدم وجود توافق وسوء بالتنظيم وكل يغني على ليلاه، وهناك شعارات غير منطقية أبداً مثل ( كيف يعني نعم لنقد الدين لا لكراهية المؤمنين) هذا الشعار ليس عقلانياً، ديننا هو نحن وليس مقبولا أن يأتي أحدهم ويقول:أنا أحترمك لكنني لا أحترم دينك لأن دينكم يدعو إلى الإرهاب والعنف، أكيد هذا الكلام والمنطق مرفوض، ممكن أن يوجهوا النقد لأشخاص يقومون بأعمال فردية تمثلهم ولكنها لا تمثل دينهم كونهم لا يطبقونه بالشكل الصحيح، وهذا تقصير منهم وذنبهم وليس ذنب الدين، علينا إثبات أنفسنا وإظهار ديننا بالشكل الصحيح والصورة الحقيقة هنا لن يكون فوبيا من الاسلام أو غيره من الأديان،الدين معاملة وأول ما يجب أن نبدأ به هو الرقي في التعامل.
إشراق