الصالون السياسي في عينتاب وميشيل كيلو


 

 

جمع لقاء عبر السكايب أعضاء الصالون السياسي في عينتاب، مع المعارض السوري (ميشيل كيلو)، في جلسة تفاعلية في مدينة غازي عينتاب التركية. وقد دام اللقاء ساعة ونصف، قدّم الأستاذ كيلو من خلاله عرضاً لتداعيات الأحداث في المنطقة، وخاصة الثورات المشتعلة في كلّ من لبنان والعراق وأخيراً في إيران، أمّا على الصعيد السوري فقد قال :" هذا النظام لم يعد يمثّل شيئاً له علاقة بسورية، لا وظيفياً، ولا إدارياً، ولا عسكرياً، ولا سياسياً ، وأن عملية إحياء هذا النظام، وإعادته إلى ما كان عليه ما قبل 15 آذار/ مارس 2011 ، تعتبر مسألة تكاد أن تكون مستحيلة، بالنسبة للروس ولغير الروس، وهذا ما دفع الروس إلى إرسال رسائل مفادها أنه لم يعد له أي شعبية لا عند الشيعة ولا السنّة، ولو كان الأمر للسوريين لما كان له وجود، ولما استطاع أن يستمر، فهذا الشعب الذي قاتل لسنوات وهو شبه أعزل، ضدّ نظام مجرم مدعوم من قوى غربية وشرقية، يستحيل ولا بأي حال من الأحوال، أن يرجع إلى نظام الأسد".

في ردّه على سؤال السيّد أحمد مظهر سعدو عضو الصالون السياسي، عن المجازر التي يرتكبها الطيران الروسي وطيران النظام في إدلب، ومصير ثلاثة ملايين ونصف من السوريين هناك، أجاب:" هناك محاولات مستميتة من النظام لاستعادة سيطرته على باقي المناطق التي تحرّرت من سطوته، وما يميّز منطقة إدلب في الفترة الأخيرة، هو هذا الحراك المدني فيها، وهو يحمل معاني سياسية كبيرة ، ورسالة للعالم أنّ الطرف الآخر الذي يحاور النظام والروس لا يمثّل أحداً، أو بعبارة أخرى يجوز القول أنه ليس معه أحد".

وفي ذات السياق ورداً على سؤال عضو الصالون السياسي (د. مروان الخطيب)، أكد على ضرورة العودة إلى الحراك السلمي، وإلى الشعارات الأولى التي نادى بها الشعب الثائر ((الشعب السوري واحد)) و((سورية بدها حرية))، وبهذا نكون قد فتحنا صفحة جديدة في ثورتنا على حدّ تعبيره، والتأكيد على مطلب الثورة في إقامة نظام ديمقراطي يضمن الحياة الكريمة لكافة أفراد الشعب السوري.

تناولت الأسئلة هموم وهواجس السوريين في الداخل والخارج، وعن جدوى اللجنة الدستورية، ثم عملية نبع السلام في شرق الفرات، ودور الائتلاف في انحسار الدعم الدولي لمطالب الشعب السوري، وأسئلة استشرافية لمستقبل القضية السورية، وقد أبدى السيد ( كيلو) عدم ارتياحه من التعقيدات الموجودة وخاصة في شرق الفرات، وتموضعات القوات الأميركية والروسية في المنطقة، وبذات الوقت أبدى إعجابه بصلابة الموقف التركي وتفاجئه بذلك، فقد كان يعتقد بأن الإرادة الأميركية هي التي ستملي شروطها على الأرض، ولكن ثبات تركيا وإصرارها على المضي قدماً في عملية السلام، هو الذي رسم خارطة جديدة في شرق الفرات، وبدّد أحلام الأحزاب الكردية في إقامة كيان " انفصالي" يتصل جغرافياً، بكردستان العراق.

كما دعا إلى العمل من خارج " الائتلاف " في ما أسماه (ساحة خارجية) لتجميع قوى الثورة، وإحياء الحراك الشعبي السلمي، وخاصة في هذه الآونة حيث قال : ألاحظ الآن انهيارًا مزدوجًا على المستوى السياسي لكلّ من التيار المتأسلم المتعسكر في سورية وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة منذ حلب إلى اليوم، وهناك انهيار للنظام أيضاً على كل الصعد كما أسلفت، وهذه فرصة طالما التياران " الخطران" يتراجعان، فمن واجبنا أن نوسع هامش الحرية، بمشاركتنا في المقاومة المدنية، والثقافية، بالحراك الشبابي وبكل الوسائل والأساليب التي يمكن أن يطورها الشعب السوري، الذي يمتلك قدرة خلاقة أثبتها خلال السنوات الثماني الماضية.

وختم اللقاء بالقول: نحن نقف اليوم أمام تحول تاريخي استثنائي، إذ ليس هناك في العالم العربي نظاماً شرعياً بنظر شعبه، ولا يوجد نظام واحد يحظى بأيّ قبول من شعبه، هذا الانشطار الحاصل بين الشعوب والأنظمة، يدفع بقوة لطرح البديل الديمقراطي ولأول مرة، فكرة بناء النظام الديمقراطي، فكرة الحرية، العدالة، المساواة، باعتبارها أسس لحياة جديدة، وستكون غلطة تاريخية كبرى يقترفها جميع العرب، إذا لم ينتهزوا هذه الفرصة ويشاركوا فيها بكل ما لديهم من إمكانات وقدرات، فالتاريخ لن ينتظر أحداً، وهو ذاهب في هذا الاتجاه، والدليل هذه الثورات التي تتفجر في كل مكان من عالمنا العربي، وكلّ واحدة تتعلّم دروساً من الأخرى وترتقي بوسائلها لتحقق أهدافها المنشودة.

 

 

ياسر الحسيني

كاتب واعلامي سوري

 
Whatsapp