نزفُّ دماءنا.. للّيل


 

 

 

يختارني قلقي

رهينةَ بوحِهِ الأزليِّ 

يضرِم نورَ خيبتِه

وينفُضُ عن ضجيج الوهم

سرْبَ جنون دهشتيَ التي عزّت

فأورق في ثناياها السؤال ..!!

*      * *

هو ريشةٌ – قلبي – 

تجاوز حدّ تلك اللهفة الوجلى

فأرسل طيَّ حسرتِهِ

حروفاً تمتطي سهمَ العذوبة 

في تقاسيم الظلامْ

وتدسّ في فرح القصيدة ريقَها

لتفورَ عند نضوجِها دفلى الكلامْ

*      * *

أشرقتَ حزناً في دمي

كالصمت

فاعزفْ لحنَ عودتِك الأثيرةِ

كي أغنّي

قد حصدتُ الوهم 

من وعدِ التجلّي

شاخ طيفُ الوجد

عرّش في اخضرار الوقت

في دمِ مُستراحي ألفُ قفرٌ

وانتشى فصل الغيابِ

وبتّ أقرأ ما تخبّئه عيونُك

في مفاتيح الحروف

من انكسارٍ دافئٍ عذبٍ

ومن ألقِ السهامْ !!

*    * *

الوقت يصفع لحنَنا

نبكي..؟ 

نعم لكننا 

بين اشتعال جنونِهم وذهولِهم

نُعلى عروشاً من مُنى

ونقول للآتي: تجلَّ

أيا سَنِيُّ

وكنْ -كما ترجو الرؤى-

فرَحاً يزنِّر أفقَنا وفضاءَنا

ونقول:

إنّا لم نكن لليلِ ننزفُ

أو نزفُّ دماءنا 

بل إن دهشةَ حلمِنا فاضت

تنازعها اغترابٌ عاثرٌ

ومشى بها نحو التوزّعِ مشتهىً زاهٍ

ولوّنها اكتئابُ

قلبي على عمرٍ تناثر في الدروبِ

وفي القلوبِ

ولم يفزْ

إلا بقهقهةٍ يحفُّ بها سرابُ ..!!

*    * *

هزّي بجذْع الصمت

- أيّتها القصائد -

وابعثي مطرَ الفضيلة

أحرفاً 

تزهو

بدفءِ سنا الحروف

وما يلذّ من البيانْ !!

هو ذا البهاءُ

يفيض مكتملاً بسحركِ 

طافحاً برؤى الخيالِ

وفي يديه الصولَجانْ.

 

 

سميرة بدران

شاعرة سورية

 
Whatsapp