مناديل الغمامة


                                               

 

 

جاءت من الأفق الظليل إليه

تحمل وجدَها

وتنوء من ثقل السكون على السهوب،

قَوامُها متشكّلٌ من غصنِ تفاحٍ

وإشراقاتِ وجهٍ وابتسامة

والقلب بين ضلوعِها سفرٌ

حوى أشجى حكاياتِ الرحيلِ

بحيث تُورِفُ، من معانيها، مناديلُ الغمامَةْ.

هي ذي تحطّ بطيفِها الشادي

على ورقِ الكتابةِ

أو على قلمِ الرصاصِ

كما اليمامةْ.

هي ذي تحطّ وتنثني

بين الحقيقةِ والخيالِ

تريدُ أن تغفو على "برّ السلامةْ ".

كم مرةً عانت من السفرِ الطويلِ،

وزامَلَتْ موجَ البحارِ،

تفرّدَتْ في شوقِها المكتومِ،

وارتحلَتْ تفتشُ عن إقامةْ 

 

        ****

يتهدّلُ الصوتُ الرخيمُ

تقولُ: يا عتبي عليكَ

رميتَ نفسكَ طائعاً

أو ضائعاً،

هي إبرةٌ في بيدرٍ؛

أعنِي قصيدتَكَ التي وَهَنَتْ عظامَكَ،

دون أن تأتيك وادعةً.

أتنسى أن كلتينا معاً شَهْدٌ على شفةِ المودّةِ

نستمدّ من النجوم

ربيعَ أيام تليدةْ.!!..

ودنت إلى أن قاربت عينيه عيناها

وأومضّ ثغرُها..

ارتعشَتْ،

فمدَّ الراحتين لكي يلامسَ وجنتيها،

فاستحالَتْ عشبةً غابيّةً

ترنو إلى الأُفقِ الشفيفِ

وودّعتْ ورقَ الكتابةِ،

واستدارَ الطيفُ منطلقاً

إلى أمواجِ غربتهِ المديدةْ.

تَرَكَتْهُ منكسرَ الفؤادِ

يغوصُ في كرسيّه الخشبيّ..

يرتادُ القصيدةَ.

علّها تأتي..

ولم تأتِ القصيدةْ.

 

 

عبد الرحمن عمار

شاعر وكاتب سوري

 
Whatsapp