خمس سنوات في المطبخ


 

 

 

لا شيء

هي مجرد خمس سنوات 

في السنة الأولى: 

ستلتهم الذكريات بنهم مبالغ به

تستيقظ باكراً

لتقلب الصبر إلى وجهه الأقل نضوجاً

ثم تبكي 

لا تهتم فقد تفوح من فمك رائحة القهر أحياناً

هي مجرد أعراض جانبية خفيفة 

في السنة الثانية:

ستكسو أنفاسك طبقة صدأ رقيقة 

وتتكاثر في رأسك بكتيريا الندم 

فقط عليك أن تعرض وجهك للطمات 

لمئة مرة قبل المساء

 

 

في السنة الثالثة:

ستطفو على وجه بستانك أعشاب ضارة 

تقلد أصوات الغائبين 

لن تقتلعها فـ أنت فلاح فاشل 

في السنة الرابعة:

لن تجد موطأ قدم لاسمك الغريب 

إلا في سجلات الخائفين 

وقد تجده مكتوباً على نهاية غصن في شجرة عائلة الحزن 

لا بل هذا أمر مؤكد 

في السنة الخامسة:

ستعيد كل ما فعلته سابقاً ببطء شديد 

ألم أقل لك أنها مجرد خمس سنوات من عمرك؟

يمكنك إمضاءها في المطبخ وأنت تعيد تسخين شايك البارد للمرة الألف

أو أن تساعد الخيبة في طبخ لحظات حياتك المتبقية 

على نار خامدة.

 

 

 

حسين الضاهر

شاعر سوري

 

Whatsapp