المَأْزومِ


 

 

 

 

خَذَلَتْنا العُصْبَةُ الحَمقاءُ

وارْتَدَّتْ عنِ العَهدِ مُروقَا

كانَت الرِّدَّةُ مِن كيدِ أَفَاعٍ

تنْفُثُ السُّمَّ عَتِيقَا

.

وتَبَنَّاها رَقِيعٌ

فَاقِدُ الذِّمَّةِ غِرٌّ

رَكِبَ الحِقْدَ طَرِيقَا

.

كانَ مِزْماراً قَبيحَ اللَّحْنِ

صارَ السُّقْمُ في عَرْضِ الثَّرى

وجْهاً يُوافِينا صَفِيقَا

.

كُلَّما هَبَّ على الغَبْراءِ إعْصَارٌ

تَهاوَى القَاصِرُ الَممْسُوسُ

واشْتَدَّ نَعِيقَا

.

ليسَ تَخْفَى سِيْرةُ المَهْزومِ

باعَ الأَرضَ.. باعَ العِرْضَ

أضْحى دُبْرُهُ في زَحْمَةِ الحَرْبِ

مُعَرَّى لِزُنَاةٍ

لَمْ يَروْا فِيهِ عَشِيقَا

.

آهِ ما أَقْبَحَ أَنْ تَرْعَى

على مَدِّ فَمِ الكذَّابِ

في قَافِلَةِ الحُمْرِ نَهيقَا

.

ساءَ فِعْلُ الحَاكِمِ المَأجُورِ

  • رَغْمَ القَهْرِ والإِذْلالِ -

ما زالَ كما الأَفْعَى طَليقَا

.

لَعْنَةُ الذُّلِّ تُقاضِيهِ

فَقَدْ أَلْفَتْ بِهِ الفَيحَاءِ دَجَّالاً

وراحَتْ في الوَرى

تَشْكُو عُقُوقَا

.

ولصوصُ الكَونِ عندَ السَّطْوِ

قَدْ مَزَّقَت الحَبْلَ الوثِيقَا

* * *

أنتَ في القَدْرِ مَهيْنٌ

فاقِدُ الهَيبَةِ مَقْمُوعٌ

بهِ أضْحَتْ ديارُ الشَّامِ

في الكَونِ مَشَاعَاً

تَتولّاها سُيوفُ الغَزْوِ تَجْريحَاً

وتَرمِيها خُروقَا

.

آنَ تَنْهدُّ جُنودُ الشَّرِّ أفْواجَاً

فمَنْ يَحْمِي مِنَ المَوجِ الغَرِيقَا؟

.

هَكذا يَسْتَعرِضُ المَسْعُورِ دُنْياهُ صُراخَاً

يَبْعَثُ الهَمَّ عَمِيقَا

* * *

هذهِ مْأسَاةُ مَأْزومٍ

تَبَنّى طائِفَ «الملّةِ» مِعياراً

ولمْ يَأْسَفْ على تَيّارِ نَهْرٍ

من دمِ القَومِ أَرِيقَا

.

وغدَاً عِندَ شُروقِ الفَجْرِ

قَد تَرْعَى بَيانَاً:

(مِنْ هُنا مرَّتْ حُشودُ الغَدْرِ

والسَّفَّاحُ «كالجرْبُوعِ»

للإِعْدَامِ سِيقَا).

.

عِنْدها تُدْرِكُ عاقِبةَ الظُّلْمِ

ومَنْ أَسْعَرَ في الدَّارِ الحَرِيقَا

.

يُمْهِلُ الرَّحمنُ للظَّالمِ لكِنْ

في خُطا الشَّيطَانِ

لَمْ يُهْمِلْ طَريقَا.

 

 

فاضل سفّان

شاعر وكاتب سوري

 
 
Whatsapp