هذا الفراتُ وقَيحُه الدَّفَّاقُ لفظت خفايا جرحِه الأعماقُ
وروت شواطئُه حكايةَ أمةٍ فيها تَغنَّى بالشآمِ عِراقُ
وبها نُدوبٌ من جراح أمَيةٍ وصَدَى الرشيدِ ومُهرُه السبّاقُ
وبها روت كتبُ المآسي قصةً تعبت بها الأقلامُ والأوراقُ
عن توأمَيْن تلاقَيا في مِحنةٍ ورَعَى اللقاءَ مَدامعٌ وعناقُ
وعلى جبالِ الأرزِ تهتفُ رايةٌ بيضاءُ أشرقَ صوتُها الرَّقراقُ
يا موطنَ الشَّمسِ الجريحةِ إنَّني في بَحرِ حبِّكَ مغرمٌ عَشَّاقً
فمتَى يَبُلُّ صداهُ مِنكَ مُتَيَّمٌ ومَتَى يَعودُ لعُشِّهِ المُشتاقُ؟
لم تَفتَحِ الدُّنيا لِطيرِكَ مَوطِنًا إلّا ليَغزوَ عُشَّهُ الوَقواقُ
بي مِن غرامِك كلُّ ما عرَفَ الهوى مِمّا طَوَى، وتأوَّهَ العُشّاقُ
فاقرأْ رواياتِ الغرامِ تَجِد بها ما أسرَفَت في فضحِهِ الآماقُ
إسماعيل الحمد
شاعر وكاتب سوري