سيزر وإرغام النظام


 

                                           

تتجه الولايات المتحدة الأميركية إلى استراتيجية الإرغام من أجل إذعان النظام السوري، فبعد التصديق على قانون سيزر الذي بات يتجه لولادة هذا القانون وهو من سيكبل النظام وكل من يعاونه ليكون على قائمة العقوبات ويصبح استمراره في الحياة والاستمرار متعذراً ويصبح عبئاً ثقيلاً وخطيراً على كاهل حلفائه.

انطلق هذا القانون من توثيق الجرائم عبر الشخص السوري العسكري الذي قام بتوثّيق خمس وخمسين ألف صورة من الجرائم، وزار القيصر أميركا خمس مرات بجهود السوريين في أميركا ثم عملت عليه وعلى إيصال صوته كل مجموعات السوريين بأميركا من خلال الحزب الجمهوري والديمقراطي وإقناع الحزبين أنّ هذه هي قضية إنسانية وليست قضية سياسية فقط، ويبدو أن العوامل باتت جاهزة من قِبل الأميركي من أجل خطوة جدية من الإرغام العملي.

 والإرغام هو استراتيجية تجمع بين استعمال القوة الصلبة والقوة الناعمة عبر التهديد بالعقوبات، تتقدم فيها وزارة الخزانة المالية الأميركية ووزارة الخارجية والمخابرات ويتأخر فيها البنتاغون، وبذلك يتحقق الإرغام بدون تدخل عسكري مكلف ومرهق وله تبعاته في ظل التقاطعات الدولية الكثيرة، وتجنب التصادم المباشر مع الروس، ونفس الاستراتيجية تتبعها الولايات المتحدة الأميركية مع إيران في العقوبات الاقتصادية لتكون منفعة إيران من النفط والغاز صفر.!

قانون سيزر سينهي أي أمل بأي دعم للأسد سواء بشكل مادي أو مالي أو أي أمل بإعادة الإعمار دون حل سياسي ، كما أنه سيمنع أي جهة دولية تسعى لتعويم النظام بل سيفرّ من ذلك الجميع كما يفرّون من الطاعون، ليبتعدوا عن الدائرة السوداء التي سيضعها قانون سيزر، ويؤكد على إطلاق المعتقلين السياسيين، ويصبح كل الأفراد الأجانب المعاونين للنظام في الدائرة السوداء، وكل من يقدم للنظام دعماً حتى لو كان قطع غيار ستشمله العقوبات، وفي الواقع فإن قانون سيزر خطوة مهمة في لجم النظام، فربما لن يحقق تغييراً سريعاً، لكن بكل تأكيد هو خطوة مهمة تسحب أي أمل للنظام في الاستمرار، وهو كان يعول ويراهن على سحق الاحتجاجات، كما فعل الأسد الأب في الثمانينات لكن اليوم دائرة الاحتجاجات والمقاومة أكبر من النظام وكل حلفائه، وبعد أن يدخل القانون حيز التنفيذ سيصبح النظام على حافة الهاوية تماماً و لا أمل له بالنجاة، و بأي لحظة سوف يهوي وينهار، بشكل أو بآخر، سواء عبر أوضاعه  الداخلية من قبل حواضنه ومحيطه أو عبر المسارات الدولية التفاوضية التي ستكون المخرج من حافة الهاوية، ولذا أعتقد ليس للأسد إلا أن يكمل مدة ولايته بأحسن الأحوال، وربما لن تحتمل حواضنه إسناده وتتفكك قبل ذلك، فحتى الروس فشلوا في الحزم وفشلوا بجلب إعادة الإعمار وفشلوا في إعادة اللاجئين وإلى اليوم فإن السوريين لا ينفكوا عن تفكيرهم في مواجهة النظام بكل صور المواجهة وهم اليوم يواجهون بصدورهم العارية في إدلب، وطالما أنت تقاوم فأنت منتصر.

 

 

د- زكريا ملاحفجي

كاتب وباحث سوري 

 

 
Whatsapp