أرجوكِ يا مليكتي
لا تصعّري خدَّك لي
أمشي فرِحاً بكِ
فأنا بكِ ومعكِ ولأجلكِ
مختالٌ فخور.
ربما سأفعلُ ذاتَ يومٍ كما فعلَ أوديب
سأفقأ عيني وأهيمُ في كلِّ الدروب
لاعناً نفسي وقدَري
ربما عليَّ الآن
أن أسألِ ساحراتَ مكبث الثلاث
أو أتخذ من جلجامش صديقاً وخليلا
سأذهب إلى بابل
لأسألَ حمورابي عن العدالة
وأعرجُ إلى ليلى العامرية
أسألها عمَّا كابده قيس
وفي يمنٍ غيرِ سعيد
أهزُّ عرشَ بلقيس المطمور
أخطفُهُ
وأصادقُ هُدهدَ سليمان
أرافقُ العطَّارَ لأتعلَّمَ منطق الطير.
سأرتاحُ في بيتِ لحمٍ
في أرضِ الزيتونِ والزعتر
أفكِّكُ صَليبَ المسيحِ
وإن لم أستطع سأصلُبُ نفسي
دونَ أن يشي بي الواشي
ودونَ عشاءٍ أخير
لن أطلبَ من الله أن يدلَّني على بقرٍ تشابَهَ ألوانُه
في أرضٍ أعجَازُ نخلها خاوية
سأساعدُ هاجر في منفاها
أجمعُ الماءَ وأزمُّه
سأسعى بين صَفا عينيكِ
ومروى جيدك
أجمعُ حصى كثيرة
أرجمُ فيها الأيَّامَ التي ضاعت
وعلى جبلٍ عتيقٍ سأطيلُ الوقوفَ
ففوقَ الجبلِ آنستُ نارَكِ
سألهجُ وأتضرعُ وأبكي
أخاطِبُكِ بخشوعِ المحبِّ:
أريني. أنظرُ إليكِ يا جميلتي.
أعطني عصَا موسى لأشقَّ البحرَ
أعطني من روحكِ ليُبصِرَ الأعمى.
سأقفُ بين يديكِ وقفة العزِّ
حيث لا سوى سواكِ
وحيث تضيقُ العِبَارَةُ
وتنعدمُ الحروفُ
لن يتبقَّى سوى اسمُكِ
تباركَ اسمُكِ يا جميلتي.
عبد الكريم عمرين
فنان وشاعر سوري