في محراب الكبرياء


 

 

 

كَأوراقِ الخَريفِ

تَتَساقطُ مِنِّي نَباهَةُ الفِطنَةِ

ولا يجد لِي حِيلةً

عَقليَ الآيلِ للسُّكونِ!!

أَحزانِي شهيَّةٌ هذا المَساء

والليلة جديرةٌ بالسَّهَرِ

يُؤرِّقُنِي حُزنٌ كالمَرضِ العُضالِ

ويَلبسُنِي ثَوبٌ مَشدوهٌ

بِالحُلمِ والحِكمَةِ!؟

مِن أَينَ لِي بَقَصِّ خُصلةَ فَألٍ

تُؤرجِحُها الرِّيحُ عَلى جَبينِ قَلبِي

بَعدَ طَوافِ عِمرَةٍ

عَلى حَياةٍ مُسَوَّرةٍ بالتَّوَسُلِ

حَولَ مِحوَرِ مَحوِ الذُّنوبِ

تَكادُ تكونُ فِي مَخاضٍ مُستَمرٍ

وتُحاكِي خيوطَ دُميةٍ

مُعلَّقةٍ بِأصابعِ المُستَحيلِ!؟

أَفكارِي مُضطَرِبَةٌ وَمُتَلاطِمةٌ

كَموجِ البَحرِ

في خِضَمِّ عاصِفةٍ عَاتيةٍ

ومُصابَةٌ بِالدِّوارِ

كَأَفلاكٍ تَتصادَمُ وتَتباعَدُ

في مجرة اللامُنتَهى!

يَرتَجِفُنِي دَمعُ الدُّروبِ

القَابِعَةِ خَلفَ مَهاراتِ النُّزوحِ

فِي بُعدي الآخرِ

والخوفُ اِرتعاشةٌ

فِي بُؤرةِ أعصابِي

تُداهمُ شِراعَ التَّركِيزِ

فِي سَاعِدِ العَزمِ!

وَأجِدُ نَفسِي فِي سِياقِ الفَقدِ

أستَبِقُ مَصدرَ الغِيابِ

وَطُموحَاتِي مُنحازَةٌ

لِمُنافاةِ رَفضِ العِلَّةِ

أَتوغَّلُ فِي مَتاهَةِ العُمرِ

وَأختَبِئُ في أيكَةِ رُوحٍ مُعَمِّرَةٍ

باسِقةٍ ذات فَنَنٍ

أَسنِدُ عَلَيهَا تَعبَ مِشوارِي

وَأَعِدُّ فِي ظِلَّهَا

ذَخيرَةَ ما تَبقَّى مِن أَنفاسِي!!

صُراخِي أَصَمٌّ

يَندِبُ بابَ رَجائِكَ

بِآنِيَةٍ مُتَكَسِّرةٍ

لا تَحفظُ الضَّوءَ

ولا صَدى مَشقَّةِ النِّداءِ

وأنوحُ بِأنينِ حَشرَجَتِي

وتَقرُّحِ جِدارِ الصَّوتِ

الَّذي يِنفُثُ قَيحَ المُرادِ!!

وأتَساءَلُ فِي حِيرَةٍ:

كَيف تَجهَّمت عيونُ قَلبِي

وآلَت الجَدوَى إِلَى أَحلامٍ آسِنَةٍ

فِي مُستَنقَعِ اللَامُمكنِ !؟

ويُصيبُنِي الذُّهولُ فِي طَعنِ الإِمعانِ

حِينَ يَتصلَّبُ الهَواءُ

ويُصابُ نِداءُ الهَاتِفِ بِالتَّجَلُّطِ

ثُمَّ يَتَخثَّرُ المَصيرُ

بِكلِّ يَارِدَةِ سَبيلٍ!؟

أحتَاجُ الآنَ مِعوَلاً

أَحفرُ بِه ثَوبِي

لأَدفِنَ شِبراً مِن أذيَالِهِ

التي داعَبَها شَرارٌ

بِكُلَّ خُطوَاتِ العُمرِ

وَتَهالَكَتنِي

بِمضيِّ أزمِنَتِي النَّافِلَةِ

وإلَى أدَاةٍ

أُفَكِّكُ بِها كُلَّ مَا يَجبرُنِي

عَلى الوُقوفِ مُنتَصِبةٍ

فَأنَا شَديدَةُ الإِعياءِ

أَهفُو إِلى رُقادٍ وسَكِينَةٍ

وإلى صَمتٍ يَفُوقُ سُرعَةَ الصَّوتِ

كَي لا يَقتَلِعُنِي

شُروقُ الشَّمسِ بَعدَ إِغفَاءَةٍ

لا تُنكِرُ عِندَها أنفاسُ الرَّوابِي

فِي عَتلَةِ ذُنوبِي المُثقلَةِ

بِحُجُبِ الحُبِّ

ما أَخَذنِي إِليهِ!!؟

 

 

افتخار هديب

شاعرة سورية

 
Whatsapp