عمري، ما رضيت عن اسمي
ولا عن شكلي، مثلكم، ما خيّرني أحد
قد أسكتُ كصديق قديم
عندما يجعلني الفقراء
المشجبَ الوحيدَ لقمصانهم
لكنّه ليس بمسمار
ذاك الملتصقُ بمائدة النصّاب
يقايض اللقمةَ بالقتل
أفرح، حين يُلقّب باسمي
البرعمُ الجافّ من القرنفل
كرمى لاسمه الأصليّ "عود النوار"
وكي لا أنسى فضله في تخفيف آلام القلب
وهو ينقّي رحم النساء من دم فاشل
وليس على اسمي
ذاك الغِلظ المخروطي في جلد القدم
أو القمع المقلوب في عظمها
فأنا ما خلقت لأخرش لفائف الأخمص في أقدام الناس
وأمنعها من المشي صباحاً فوق أرض صلبة
أنا لا أنغرس لا أنغرس
في لحم أو عرقوب أو رسغ أو قحف جمجمة
أنا لست الواهي كذريعة
لأجري في أمثال جحا
وأنا الذي ناولت رقبتي لبشر
أطلقوا حَبْوَ الكلمات على ألواح الفخّار
لا لا لست أنا، ولا هو على اسمي
ذاك الواقف بين كتفَيْ قنبلة
اسألوا عني
عن الصانع الخفيّ لانسجامات الجميل
عن الذي لا يكاد يرى في متعة الشكل
أنا لست المُوصل أنا الوصال
أنا الذي لا أغادر، إلا على جثتي، مسقط رأسي
اسألوا كلاليبَ النجّارين
مع أننا، معشرَ المسامير، لا نتلاصق في مكان واحد
وليس لنا إلا مع الصدأ خلاف
أنا المسمار
أعاند مطارق عميان البصيرة
وكنت أنذرهم بشررٍ في الأحداق
أني سأعوج وأنكسر، ولو من فولاذ كنت
ولا أندقّ
فأنا لا أحشر نفسي في مكان ليس لي
أنا المسمار
وحدها العزلة تحني ظهري
حين تحبسني كجَرَب على حيطانها
فلا هي تطلقني في الممات لألحق بأحبابي
ولاهي تتركني آكل من خشاش الصور.
سلام حلوم
شاعر سوري