أبجديَّة الهزيمة


 

 

 

الهزيمةْ

لغة تفهمها بعد مضي الوقتِ

لا تعرف عنها أيَّ شيءٍ

قبل أن تصبح رهناً للنواميس العقيمةْ

لغة تفهمها حين تواريك المسافات فتصحو

من تخاريف قديمةْ

كلُّ ما حولكَ أشلاءُ عصافير

وأضغاثُ فراشاتٍ

تراءت ذات شوقٍ

إنما لا شيء من ذلك فيما ترك السيلُ

وما خلفه القحطُ، 

بقايا ذكريات لطَّختها الحربُ

أنقاض حكاياتٍ توارت تحتها أحلام من كانوا لنا الأهلَ 

وكانوا الجارَ، والحبَّ، وكانوا 

الورد مضفوراً بأسرار الندى

لغة سوف تعانيها إذا ما قمت من نومك

لا سفحَ يواري صرخة العاشق

لا فيروز..

لا قهوة..  

لا ريحَ تناجيكَ 

ولا شبّاكَ ينداح على أسراره ذاك الصدى

لغةٌ أوَّلُها شهقةُ قهرٍ

وقفتْ عند فراغٍ كانَ بالأمس ربيعاً أخضراً

كانَ يداً تمسح دمعاتِ اليتيمةْ   

لغة مكتوبة بالقهر، أو بالحبر، سِيّان، 

فمجراها أحافير عميقةْ

ليس أن تخسر حرباً

أن ترى رأسك يمضي في مدارٍ حول رؤياك، 

وأن تترك للجرح بقاياك، وأوراقاً تلاقى الدم فيها بالحقيقةْ

فالهزيمةْ لغة أخرى..

حديث آخرٌ يبدأ من ظلّكَ إن كنت تراه 

عابساً يبصق في وجهك، 

محنياً، وما كان يريد الذلَّ لكن 

ثمَّ مَنْ أرهقه..

ثَمَّ من اهتزتْ خطاه فانحنى.. 

حتى حناه

***

هامش:

المنشار، العاصفة، الحريق..

لا يهزم الشجرة

فثمة بزرة مدفونة في الأرض

ثمة مُتْعَب يبحث عن الظلِّ والأمل.

***

 

عبد القادر حمّود

شاعر وكاتب سوري

 
Whatsapp