غصّةِ الروحِ


 

 

 

من غصةِ الروحِ حتى شَرْقةِ الوَدَقِ

هذا أنا بدمي جرحٌ على الورقِ

 

هذا انا المبعدُ المنسيُّ تعصف بي

ريح المنافي وتذروني يد الحُرَقِ

 

هذا أنا مثقلٌ بالهمِّ تلفظني

كل البلادِ بقلبِ الحاقدِ المَذِقِ

 

في كل جفنٍ تدلت دمعة وجرت

كأنها الشمس تلظى في يد الشفقِ

 

تآمر العرب والأعجام وائتمروا

وأرخصوا مهجتي بالشجب والقلق

 

وبُدِّلَ الجار ُ حتى أصبحت يده

أقسى من الخنجرِ المسمومِ في عنقي

 

ويشهد الدهر أني ما خذلت أخاً

يوماً وما خنت ملهوفاً وذا فَرَقِ

 

فتحت روحي لجاري والفؤادَ معا

دارا وأبديتُ حُسْنَ الخلْقِ بالخُلُقِ

 

شاطرته الزادَ والمأوى وما ملكت

يدي من الخبز والأنعامِ والوَرِقِ

ولم أقِمْ خيمةً يوماً لملتجئ

في موطني فاشهدي يا أرض للصُّدُقِ

 

وما خلت بقعةٌ في الأرض ما رُويت

مني دماً نصرةً للدينِ حين سقي

 

واليوم يحقرني من لا ضمير لهم

ومن أجرْتُ ومن عاشوا على طبقي.

 

 

صلاح الخضر

شاعر وكاتب سوري

 

Whatsapp