السوريون يتفوقون في أوربا


 

ألمانيا:

عندما وصلت أعداد كبيرة من المهاجرين إلى ألمانيا في عامي 2015 و2016، أشاد البعض بالوافدين الجدد بوصفهم "العمال المهرة الجدد"، ولعب المصطلح دورًا مهمًا في النقاش الذي دار حتى يومنا هذا، ولكن تم اختطافه من قبل اليمينيين والمتطرفين، لأنهم يستخدمونها بسخرية ويعنون أن طالبي اللجوء ليسوا بالضبط ما رأوه فيهم، أي "العمال المهرة الجدد".

بهذه المقدمة استهل توماس فيتزثوم المحرر السياسي لصحيفة WELT الألمانية مقاله الذي يتحدث فيه عن التقرير الأخير للتعليم الجامعي في ألمانية.

الإحصائيات الأخيرة كشفت أن السوريين وفي غضون ثلاث سنوات ليسوا فقط عمال مهرة وإنما وفقًا لتقرير (خدمة التبادل الأكاديمي الألمانية والمركز الألماني للتعليم العالي) كانوا قادة المتقدمين للدراسات الجامعية، وبنسبة 13 في المئة من جميع المتقدمين الأجانب الذين يأتون من بلد الحرب، هذا يعني زيادة بنسبة 323 في المئة بين السوريين، لدى السوريين أيضًا تفضيل واضح لمواضيع معينة: 58 بالمائة منهم مسجلون في الهندسة، وقد ارتفع عدد الشهادات الأجنبية التي تم معادلتها في ألمانيا العام الماضي ٢٠١٨ بنسبة ٢٠٪؜ عن العام ٢٠١٧، واحتل السوريون المقدمة في الشهادات التي تمت معادلتها بعدد ٥ آلاف شهادة تقريباً، وفي 2109 آلاف السوريون دخلوا الجامعات الألمانية والاختصاص المفضل لديهم الهندسة.

وقد اصبحت ألمانيا رابع دولة في العالم يقصدها الطلاب الأجانب الذين سيعودون لدولهم بعد انهاء دراستهم، ولكن الحال ليس كذلك مع الشباب السوريين وهو أمر مفرح مبكي بآن معاً، لأن سوريا ستخسر إمكانياتهم الهائلة ولكن من جهة أخرى تعني هذه الأرقام أن السوريين ليسوا عبئاً على ألمانيا كما يحاول البعض تصويرهم، وسيكون الألمان ممتنين لهم في المستقبل الذي يخشى عليه الكثيرون منهم نتيجة للكثير من التحديات ومنها الديمغرافية، نعم سيكون للسوريين شأن عظيم في النهضة الألمانية القادمة والأيام ستثبت ذلك، وفي نتائج 2018 كان السوريون في المرتبة الرابعة، وفي نهاية 2019 أصبحوا في المرتبة الأولى .

هولندا:

حوالي ٢٥٠٠ طالب سوري دخلوا إلى الجامعات الهولندية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من عدد أبناء الجالية الذي يقارب المئة ألف، نحو نصف الجالية تحت الثامنة عشرة، أما الطلاب الذين سجلوا في المعاهد التطبيقية فيكاد يصل إلى ضعف هذا العدد، وعدد طلاب المرحلة الابتدائية نحو ١٩ ألفاً، ونحو ١٥ ألفاً في المرحلة المتوسطة والثانوية، وعدد الشركات تجاوز الألفين وفقاً لسجلات غرف التجارة، ما بين مصنع ومطعم ومكاتب خدمية وسوبر ماركت واستشارية وعمل واستيراد وتصدير، وقد دخل مجال العمل الأكاديمي نحو أربعين شخصاً ما بين باحث وأستاذ جامعي وطالب ماجستير، وأطباء الأسنان بدأوا بفتح عياداتهم، وأكثر من ١٠ بدأوا العمل من بين ٧٠ طبيباً، وحصل عدد من الأطباء على فرص عمل في أهم المشافي، وعدد آخر في طور تعديل شهاداتهم، وكذلك عدد من الصحفيين.

يذكر أن أهم عامل بالنسبة لفرص الشباب هو إتقان اللغة الهولندية، أولا ثم الأخذ بأسباب التعديل ووجود الإرادة، والحكومة الهولندية أعلنت أن اللاجئ السوري أفضل استثمار حصلنا عليه خلال هذه المرحلة، انه الاستثمار الناجح والمكسب لبلدنا.

السويد:

في عام 2019 انضم 2100 طالب سوري إلى جامعات السويد، السوريون الآن في المرتبة الثانية بعدد الطلاب غير السويديين في الجامعات السويدية، لكن من المتوقع أن يحتل السوريون المرتبة الأولى من حيث عدد الطلاب الدارسين في الجامعات العام القادم، "السوريون متفوقون ولديهم الرغبة في التعليم"، هكذا فسر أحد المسؤولين في الجامعات السويدية الأمر.

هذه حقيقة سورية وشعبها، التي ظهرت جلية للعالم أجمع بأن السوري ابن الحضارة والعلوم الإنسانية رغم اختزال العصابة الأسدية لكل شيء باسمها وذريتها لمدة نصف قرن من زمننا، كنز سوريا الحقيقي الذي تدخره سوريا للمستقبل بعد تحرر سوريا من العصابة الأسدية المجرمة. 

يقترب الطلاب السوريون في السويد، من احتلال المراتب الأولى بشغل مقاعد الكليات والجامعات السويدية، بالعامين الأخيرين، وسط إقبال كبير منهم على الدراسة.

وبينت صفحة "راديو السويد "، في منشور لها أن أرقام مجلس الجامعات والكليات السويدية تشير إلى ارتفاع مستمر لعدد الطلاب السوريين، وأن هذه الأرقام وصلت إلى الضعف في السنوات الأخيرة، كما أوضحت أنه "من المنتظر أن يصلوا إلى صدارة ترتيب الطلاب الأجانب في المستقبل القريب".

التقرير يفيد بتضاعف أعداد السوريين بالجامعات موضحاً أنه "في عام 2019، تم قبول أكثر من 2100 طالب وهو ضعف ما كان في عام 2017 - مع العلم أن هذا العدد لا يتضمن السوريين الحاصلين على شهادات ثانوية سويدية"، وبين الموقع أن "هذه الزيادة أدت إلى أن الطلبة السوريين باتوا الآن، ثاني أكبر مجموعة من الطلاب الأجانب، وقال رئيس قسم الجامعة في مجلس التعليم العالي، أندرياس ساندبرغ، إنه بحلول عام 2020، قد يكون هناك المزيد، مضيفاً: "أعتقد أننا سنشهد بالتأكيد طفرة مستمرة ".

وأشار ساندبرغ إلى أن الطلاب السوريين قد يتخطون عدد الطلبة الفنلنديين، وعزى سبب هذه الزيادة إلى صول العديد من اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى السويد في عام 2015، أما التفسير الآخر برأيه هو أن الكثير ممن حصلوا على تصريح إقامة في عام 2016 حصلوا على تعليم عالٍ بالفعل عندما أتوا إلى السويد.

وأردف أن 30% من الذين حصلوا على تصريح إقامة في عام 2016 حصلوا على شهادات التعليم الثانوي، بينما كانت النسبة 17% مقارنة بالمجموعة التي حصلت على تصريح إقامة في عام 2011، وهو ما يدلل على أن هناك العديد من الطلبة لديهم الرغبة في متابعة تعليمهم.

 

إشراق

 
Whatsapp