سورة الحبّ هل تقرأ جبّانةٌ


 


 

 

 

اقرأ .. رأ ..كيفَ ..رأيتَ

رآني ..رأيتُه ..ما قرأتُ له 

واستغلقَ النصّ على الفَصّ 

كيفَ يشرحُ جهلٌ واعمى لعينينِ لا تبصرانِ 

كيف تبصرُ عينان من خرز وزجاج عقيم

وكيفَ وكيفَ 

لعقلٍ تحجّرَ أعمى منَ القلبِ

أن يشرح غاشية وشلّاعة في البشر 

لرملِ البلادةِ 

اليسَ دمُ الصخر أوعى  

يجودُ بنبعٍ وماءٍ

وحينَ السماء بقرآنِها السّعدُ للشاربين 

ينابيعُ ماء 

والكنزُ بلألاءةِ النور عندَ الصباح 

وعند المساء

يا نهرُ يا سحرُ يا عذبةَ الروح بالمشتهى ويا أمّ في وعدِها ..وربٌّ بما ثرّ من روحِه وأفاء بقرآنهِ

قرأنا لندركَ هذا الوجودَ وأسرارَه ..ونفهمَ معناهً 

ومن قال ندركُ إلّا قليلا 

من العلمِ والرّوح 

ومن قالَ يدرونَ لو قرأوهُ جَهارا عليمٌ

 كالببغاءِ يرّددُ حرفا ويزدردُ الهرفَ.. وحرفٌ يكرّرُ صوتاً  .. أرادَ بهِ صاحبٌ الغيّ مرأتَهُ وهَواهُ

ولو كالدهان يُعيد بما كرّروا من عماءِ الرّهانِ 

متى ينهضُ النائمونَ من موتِهم

 يقومونَ من كهفِهم ..

يقرؤون زماناً لهم بالبصيرة والوقْد لا بالشجون 

ولا بِما سطّر الميتون 

لكلّ زمان مقالٌ ومعنى ولا برجعُ اليومُ للأمسِ

ولاغدٌ لأيّامنا كما الشمس والقمرِ النرجسيّ 

أينهضُ ميتٌ وجبّانة من مواتٍ

نصفَ قرنٍ وعقداً قرأْتُ لهم وفنّدتُ لم يفهموني 

فهلْ بعدَ دهرِ السنينِ على 

موتهم يعرفوني

هل ينهض القبرُ من نفسِه

وهلْ ينهضُ الميتونَ الموات 

وما قرؤوا بعدَ قرأنهم في الوجود جديدا ولا في الحياة

وهل قرؤوا ما وراءَ السطور وآسنى بأيّامهم  

إذا لمنِ الحكمُ والقول فيهم

كسائمة العشبِ

 إلّا لراعي الغنم 

وحارسِ كلبِ الأمير وذئبِ العجم

قرأتُ سمعتُ رأيتُ ولم يفهموني

وهل لغتي من دم الديناصور أو من شتاتِ الغجر 

إو من عدمٍ عديم

ومن ايّ أبجدَ حرفي 

ونزفُ كياني ومأثرةُ الأمّ ريّا وإعجازها 

ألفٌ باءٌ وتاءٌ 

أمّي أبي ثمّةَ جدّي وإنسانة العين أختي أخي وكياني 

ابجدُ هوّزُ حُطّي وكلّمتُ في الحبّ روحي فحطّت على قومِها في الحروفِ وما تتفتّحُ وردا وطهرا وفردا وجمعا وحشدا 

وكيفَ أقولُ 

لمّا أيقنَ الحرفُ للحرفِ

والوجدُ للصّرف 

 ألا ليت قومي من الصينِ 

أو من شعوبِ الملايو 

أو الهندِ كي يقرؤوني

وأيّ الحروفِ التي يفهمون بها ...

 أعنّي على الجهلِ والكفرِ يا حبّ حين يصيرُ عماءً وبلوى

وغطّى على الضوء بعتمِ الكفافِ 

وكانَ الرسول الأمينُ أمانا وأمّا

وروحا من الحب للخائفين 

ولو وضعوا الشمس في الكف ياعمّ

لو وضعوا القمر التمّ والملكَ اعطوا .. أو امرأة الحسن لا مثلها في الجمال فما أبعدوني 

الأمانة في الخلقِ من أوّل الوقد ..لات أحيدُ لأشقى 

وكرّمني الربّ حين أرادَ رسولا أكون

ألفُ  ..اللهِ بي 

ولامُ الخليقةِ والسرُّ محيايَ 

وهاءُ المنيّةِ والرّعشةِ المشتهاةُ في عتمةِ الغيبِ 

وإرعاشة الرّوح في رحمٍ

وميمُ الكنايةِ واليمّ قبلَ الهجوعِ وبعد الولوع الأكيد وبعدَ المماتِ

ولا خلْقَ إلّا بهمزٍ واوٍ وياءٍ حنون

ونقطةُ نونٍ بنزعِ الوريدِ 

فهلْ قرؤوا النون في كونها والمنونِ 

وماقرؤوا إلا قليلا 

وماعرفوا منَ العلم إلّا قليلا 

وما أدركوا من وجودِ الوجودِ إلّا قليلاً نحيلا 

فكيفَ لميزانهم يستقيمَ إلا يَميلُ 

وما في المجرّات في الكونِ والسّموات وفي خلقهم من يحيط بعلمٍ سوى الله ما أدركوه فهل يدركوني 

وكلٌّ إلى أوّلاتٍ 

وما أعجزوا واقاموا ببنيانَ حتّى البروجِ السماءِ وحتّى النجوم 

يعودُ إلى أوّلٍ من تراب ويرجعُ ذرّا

 فالبحرُ يفرغُ والأرض تندكُّ تذرى

 وما عمّروا من بلادٍ تصيرُ يبابا 

اقرؤوا الأرض وذاتَ العمادَ وجنّاتِها كيفَ غارتْ ومادتْ

سلام سلام سلام على الارض وإنسانها 

ودينا من الحب الخلق فيها اعمروها مع الحب 

ثمّ اعبدوني 

 فهل تعرفونِي ..

 

 

حسان عزت

شاعر سوري

 

 
Whatsapp