أنا لاجئ


 

أنا لاجئ

لا شيء مثلي

فالظلام له نفق

وكذلك الصبح المؤجل

لا مثيل لظلمه

إلا سراب التائهين عن الأفق

حتى انتهاء الطين لم يذكر

خيام البؤس مجهولُ الشفق

وأنا كمثلي ليس يشبهني

سواي إذا اختلفنا أو علينا نتفق

أتأمل

التاريخ يكتبني وينسى أنني

قد كنت أكتبني وأنسى هامشين من الفلق

أنا لست مثلي

عندما صرخت بأذني القابلات

ولم أفق

أنا صورة أخرى لفنان تجاهلني

وريشته استعارتها لترسمني بعيني شاعر

أو تحت إزميل تحاول أن يعيد لي النزق

وعلى الرصاص ينام أطفالي

وهم يتجادلون بمفردات الحرب

ينتصرون في أحلامهم

يتقابلون أمام مرآة

تلاحظ أنهم بعد الدفاع

سيهجمون على منازلةِ الطبق

من ثم ينتهز الصغير

سقوط طائرة ليخرج تاركاً خلف الخطى درباً يجوس به القلق

وكأنه محض انتصار عبر شاشات السقوط

يبث أسباب اعتماد الناطق الوطني شخصاً غير مرغوب به في حارة منها انطلق

مادام رب الكون أعطاك الجناح

بأي عذر تقطع الطرقات حبوا؟

الطائرات هناك في وضح الفنون

ترى بعيني أقرب الأحوال تحمل للمدينة

كل أصناف الأرق

أنا لست ذاك اللا يرى الطين العجوز بنا انزلق

عينا معاوية يشق عليهما رصد المسافة

بين تقريب القناعة للسياسة وانقطاع البث

عن ماضي دمشق

حجزوا له بيتاً من الشعر القديم وقابلته على نقاط الصمت تائهة الحدق

كان الظلام إلى الفنادق سالكاً كعلامة استفهام في وسط العبارة قبل توفير الكلام

طرحت على المرآة أسئلة تنافي الحاجب المعقود عاطلة الغرام

وفجأة ظهرت مقابلة على التلفاز أذناب النظام

أنا مثل باقي الشعب يفهم من علامات التعجب

ما يقال

لا شعرة تكفي لربط الكهرباء بمخبز رصدته

أفواه الجياع ولا رغيف يحترق

ميسون تكتب آخر الأبيات

يقرأها معاوية ويقسم بالطلاق

جواله المسروق أمسى في يدي صنم

ضرير قد رأى التوريث في قصص الرفاق

ميسون تفتح دفتر الأشعار

تقرأ صفحة فيها رياح البحر زرق

عجباً لليل الشام يؤنس شمعُهُ بنتَ الكهوف

ولا يثير ببيتها مُلْكاً سُرِقْ؟

بعباءتين تزينت أم الوريث وغادرت ميسون

مخدعها وكان الليل ينذر بالمؤق

من حيث لا أدري تتم مبادلات بين أسرى

ضمن قائمة توثقها أناملها وتعلم أن شعرة زوجها معروضة للقطع في سوق اللصوص بما تيسر فوق أرصفة العرق

بيعتْ دمشق

وكل شبيح مضى بسبيله

فالبندقية لاغتصاب الشام

يمنحها الوريث لكل حزب مرتزق

من نشرة الأخبار

أقتطع المسافة بين تجهيز الجنائز

والخروج إلى أثير الطائرات

لعل تبرير الدخان يكون عن حزني الأخير قد افترق

أنا من هناك أتيت

أم تابعت تخمين الجهاتْ

وهناك تنكرني البلاد

هنا كذلك

كلما أيقنت أني ذاهب بخطى تليق بها الحفاة

وأعدتُني من ضفة الهذيان طوفانا

يعاتبه الفراتْ

في مرسم الأطفال طبشور يخاطرون به ليكتب عن فتى موسى وكيف الحوت عاد إلى الحياةْ

عن فتية في كهفهم ناموا

وما علموا

بأن الكلب ماتْ

عن آخر الطوفان قد رسموا السفينة وهي طافية على جبل الرُّماةْ

كتبوا قيود البحث عن سفن اليتامى

وهي صالحة لقانون اغتصاب البحر

في عهد الطغاةْ

وجدوا على جدرانهم صنماً يعود لفترة فيها

قوانين الدمار مليئة بالموت

هل قتلت حماةْ؟!!

صلب المسيح وما صلب

ما كاد نوح أن يناجي ربه

حتى رأى التنور يرزح تحت طوفان الغرق

أطفالي المليون ليسوا ضمن قائمة النجاةْ

لكن أبناء اللقيط

هناك في القصر المسيج بالرذيلةِ يلعبون على أراجيح السقوط

(يا أنتِ) نامي

قد نجا بمماته طفل رأى أعجوبة بحياته

من قال إن الطفل بالموتى التحق؟

كانت يدا أمي (أمينة) تعجن الخبز السياسي

لتطعمنا رغيف الكهف في جنح الغسق

نامت وجانبها ينام على قلقْ

ويداه تحلم أن يلامسها الشبق

كانا أبا لهب وزوجته التي احترفت بفأس الحقد تلغيم الطرق

في جيدها حبل

ومع يدها المجوسي اتفق

هو ذا أبو لهب أمام حطامنا

نار وخلف الحقد أكوام المزق

تابوت موسى في مواجهة النوى

يجري ولا أخت تقيه من الغرق

صنعاء رابعة العواصم تمضغ (القات) المسيس مع هبوب المدمنين على الرمق

حول السياسة والطحين وجعجعات القائمين على الطعام تكلمت بلقيس واستلمت زمام الشعر ميسون لذا الشعراء في وديانها يتغامزون كأنهم لم يسمعوا بغداد كيف تقشرت كالبرتقال

بيروت تنظر من شقوق الباب لامرأة تدين بعشقها لابن الوزير

وخلفها انتصب العزيز

وإلى لقاء لاحق

أبناء أمتنا يكون العرب في القصص القصيرة

حبكة ليست على دين سبق.

 

 

محمد إبراهيم الحريري

شاعر سوري

 
Whatsapp