قرابين على مذبح وطن


 

ووطن يعدو في أتون النار قسراً..

تتلاقفه أكف الموت والفناء..

يقاوم احتضار الروح منه في إباء..

وفي عيون أبنائه ألف ألف دعاء..

----

كنت أراقب البريق المتوهج في عينيه..

بينما هو يبتسم في وجهي بحنان..

تساءل بمحبة:

متى ستقرر الزواج يا صديقي لنفرح بك؟؟

سأصنع لك عرساً أسطورياً لم تشهد الأرض مثله!!

----

ابتسمت في وجهه باستغراب:

  • هل حضرت في هذا الوقت المتأخر لتسألني متى سأقرر الزواج؟

سأخبرك سرا يا صديقي:

أنا إن فكرت بالزواج يوماً، فسيكون السبب هو توأمك المبارك حفظهما الله..

الله...الله ... يا لزقزقة العصافير في ضحكاتهما، إنهما الفرح القادم والأمل. ----

خيم الجمود على ملامحه، وغاضت الابتسامة في وجهه..

أنبأني قلبي سوءاً..

وتساءل نبضي في وجل: ترى هل حان وقته؟؟

----

أخرج صورة التوأم من جيبه يقبلها في شغف..

كنت أتابع تقاسيم وجهه بهدوء، وأتذكر تفاصيل مهمته التي كان يراجعها معي باستمرار كي تكون محفورة في عقله وروحه..

لم يكن يخفي عني شيئاً..

كنت ذاته. توأم روحه. وصدى نبضه!!

----

أخرجته من جنة طفليه.. حين قدمت له كوب القهوة..

وبينما هو يرتشفها

مرت حياتي أمامي كشريط سينمائي..

----

لم تترك لي الحرب أي خيار..

قذيفة أصابت منزلنا. وأخطأتني!!

لأنني كنت ليلتها مع صديقي هذا أسانده حين كانت زوجته تلد في المشفى..

لا أعرف أكان ذلك فضلا له على روحي لأنني بسببه بقيت حياً، أم كان ألماً لا ينتهي. يتغلغل في شراييني لأنني كنت الناجي الوحيد من أهلي!!؟؟

----

كلا!!

كنت على يقين أن يد المنون ما أخطأتني.. إلا لأنها كانت تهيئني لأمر أسمى وأطهر، ابتسمت وأنا أرى صديقي قد غط في نوم عميق..

لقد أخذ المنوم مفعوله!!

جلست أخط له رسالتي وروحي تهفو للسماء..

(حين تصحو يا صديقي

أكون بإذن الله قد تبوأت مقعداً من الجنة قد هيأه الله لي منذ زمن. ولم يكن هذا أوانه بالنسبة لك...

سأقوم عنك بالمهمة. وأنت ستعود لطفليك، وتقبلهما نيابة عني، وستحيا لأجلهما، أحبك يا صديقي!!).

------

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

 

 

افتخار هديب

شاعرة وكاتبة سورية

 

Whatsapp