تداعيات اللحظة الأخيرة


 

 

ليسَ تاجاً مرصًّعْ

ما أُريدْ

ليسَ قصراً يتسامى نحوَ أهدابِ الغَمامْ

ليسَ قبراً مِنْ رخامْ

إنَّ أقصى غايتي بعض سماءٍ،

فسحة للضَّوءِ

مأوى للفراشاتِ.. ومرتعْ 

لصغار الحيِّ 

يأتونَ ويمضون

وتصطفُّ على أبوابِ قلبي زقزقات الشَّوق..

تصطفُّ الورودْ

***

بين سَيْلَيْنِ منَ النَّارِ

شمالاً ويمينْ

منهكاً كان ربيبُ الشَّوقِ يمتدُّ..

يجتازُ السّنينْ

طفلةٌ تحتَ بقايا بيتها.. أحلامِها.. آلامِها..

(عصفورةٌ خضراءُ رغمَ الدَّمِ والنَّارِ)

حطامٌ.. وحطامٌ

ويدٌ تخرجُ مِنْ مَوْتَيْنِ.

تبّاً لكَ يا (عالَمُ)

تبّاً لعيونٍ لا ترى

تبّاً.. 

وتبقى اليدُ

تبقى حلماً كانَ 

وصبْحاً 

لن يكونْ

***

دفترُ الأسماءِ لا يبرحُ رأسي

والضبابْ

مَنْ تُراهُ ظلَّ طفلاً؟!

مَنْ تحدّى اللّيلَ..

والتفَّ بأسرارِ الشَّبابْ؟!

دفترُ الأسماءِ لا يبرحُ رأسي

إنَّما.. 

أسئلتي تسقطُ في مستنقعِ الخوفِ...

فلا أينَ.. ولا ماذا..

ولا كيفَ..

سؤالٌ

وسؤالٌ آخرٌ يمضي

ولكنْ لا جوابْ

لا جوابْ

***

ليس حظّاً جيّداً

أنْ تكونَ الشاهدَ العاجزَ في مأتمِ أحلامِكَ

أنْ تطوي لياليكَ وأيَّامكَ

لا تنظرُ في المرآةِ كي لا ترى وجهكَ

أو وجهَ سِواكْ

ليس حظّاً جيّداً أنْ أراكْ

ضائعاً

عاجزةً عنْ كلِّ ما تَرجو

يداكْ

***

كانَ بالإمكانِ أنْ تزرعَ قمحاً

عنباً

ياسميناً

أيَّ شيءٍ

إنَّما البردُ شديدْ

لا يريدْ

أيَّ أنواعِ الزّروعْ

حظُّكَ القهرُ، وأنهارُ الدّموعْ

وصدىً يقتلُ رؤياكَ

ويقتصُّ مِنَ الصَّبْرِ، وحبّاتِ المطرْ

كانَ بالإمكانِ لكنْ

خانكَ الموعدُ..

ضاعَ الحقلُ.. والبيدرُ

أسرابُ الفراشاتِ

أغانيكَ..

وجفَّتْ دونَ عينيكَ أحلامُ الشَّجرْ

كانَ بالإمكانِ لكنْ..

سَقطتْ في آخرِ الشَّوطِ أمانيكَ

وسَالتْ دمعةٌ حمراءُ..

سَالتْ

وتلاشَى في تَجاعيدِ المَدى

وَجْهُ القَمَرْ.

 

 

عبد القادر حمّود

شاعر وكاتب سوري

 

 

Whatsapp