يتزامن صدور العدد المائة من صحيفة إشراق مع ذكرى انطلاق الثورة السورية، وهذا التزامن مفرح لنا لأنه يعني أن هذا الترابط ليس مصادفة سعيدة فحسب، بل هو تلازم للمسارين، فالثورة السورية التي انطلقت في 15 آذار 2011 مطالبة بالحرية والكرامة وتمًّ مواجهتها بإنكار العالم لحق الشعب السوري بممارسة الديمقراطية التي هي حق للشعوب كافة، وصحيفة إشراق التي منذ انطلاقتها وضعت ضمن أهدافها التمسك بثوابت الثورة السورية وتعميق العلاقات الإنسانية والفكرية بين الشعبين الشقيقين التركي والسوري.
تسع سنوات ومعاناة السوريين تتفاقم من قتل وتهجير وتدمير لمدنهم، ثمن الحرية التي طالبوا بها كان كبيراً، ومن أجل الكرامة مرّت السنوات التسع لتؤرخ لأكبر كارثة إنسانية تلحق بشعب أعزل بمواجهة جيش قاتل تدعمه إسرائيل وأمريكا وروسيا وإيران وعدد كبير من الدول العربية التي يفترض أنها شقيقة.
تسع سنوات والعالم يقف ضد ثورتنا، ويستخدم كل الأساليب لإفشالها وهزيمتها، والشعب الثائر متمسك بخيار الاستمرار والمقاومة والايمان بالنصر.
مئة عدد من صحيفة إشراق التي تأسست وأشرقت في سماء تركيا الشقيقة في نهاية عام 2015 تستعد لأن تشرق في فرنسا وقريباً في كل دول الاتحاد الأوربي.
فتحت صفحاتها أمام كل الكتاب الأحرار فكتب فيها عدد كبير من الكتاب والمبدعين الأتراك وكتاب من الوطن العربي (المغرب - الجزائر - ليبيا - تونس - لبنان - مصر - السعودية - الكويت) وتألق على صفحاتها الأدباء والكتاب السوريين المتواجدين في كل الدول العربية والأوربية وأمريكا.
مئة عدد يحق لي أن أتباهى بها وأفخر فقد جنيت ثمرة جهدي وتعبي، وها هي إشراق تثبت أنها علامة مميزة وفارقة بالإعلام السوري الحر.
فخور أنني أسستها وترأست تحريرها لمئة عدد وهذا رقم يعتبر إنجازاً في عالم الصحافة لأنه أنجز بدعم مالي بسيط يصاحبه دعم معنوي كبير من قبل كل من تابعها وكتب فيها.
قَال نبينا محمد صلى الله عليه وسَلم: " من لا يشكر الناس لا يشكر الله"
نتوجه بالشكر والامتنان والتقدير لكل من وقف مع المظلومين ومع الشعب السوري في محنته ومعاناته، ولن ننسى وقوف الشعب التركي والحكومة التركية مع آلامنا، وتضميدهم لجراحاتنا ومدهم يد العون للسوريين.
كما نتقدم بالشكر والتقدير والامتنان لكل من كتب وأبدع فيها ولكل من دعمها سواء بقراءتها أو بتقديم المقترحات لتطويرها.
وكل الشكر والامتنان للمفكر التركي الأستاذ (تورغاي ألدمير) رئيس مجلس إدارة بلبل زادة ومنظمة منبر الأناضول في تركيا، على دعمه ووقوفه مع مشروعنا الثقافي ومساندته، ولولاه لما تلمست إشراق طريقها إلى النور كما ندين له باستمرارها، كما نشكر الأستاذ جمال مصطفى رئيس منبر الشام لإسهامه بانطلاقتها ومتابعته لها في كل أعدادها وحرصه على استمرارها وتميزها.
من أجل الثورة في ذكراها التاسعة مستمرون، ومن أجل الحرية والكرامة، ستستمر إشراق حتى خلاص سوريا من السفاح الأسدي ومن الميليشيات الإرهابية الطائفية ومن الاحتلالين الروسي والإيراني.
تسع سنوات والعالم ضد ثورتنا، تسع سنوات مستمرون، نقاوم ونؤمن بانتصارها، وسنبقى أحرار وثوار وننهض من جديد بوجه الانكسارات والهزائم والخذلان، ولن نكل أو نستكين، هذه ثورتنا سنبقى أمناء لمبادئها وأوفياء لقيمها التي آمنا بها، وسنبقى محكومون ومتمسكون بالأمل، وبشعار أيقونة الثورة السورية الراحلة مي اسكاف:
إنها سوريا العظيمة وليست سورية الأسد.
صبحي دسوقي
رئيس التحرير