كيف ساهمت إشراق في تغطية روح الثورة؟


 

 

 

تتزامن ذكرى إنطلاق الثورة السورية المجيدة مع اكتمال صحيفة إشراق العدد مئة من إصدراتها والتي تعد باكورة عمل تركي سوري عربي مشترك يساهم في إنتاجها ثلة من الكتابّ والأكاديميين السوريين والعرب والأتراك في بلورة معالم القضية السورية بشكل خاص، ونقلها للقارى العربي والتركي والغربي بلغات متعددة منها: التركية والعربية لفضح جرائم النظام السوري، وبيان حقيقة ما يدعيه من زيف وظلم وإعتداء بحق أبناء الشعب السوري. 

انطلاق الثورة السورية عام 2011 لم يكن محضّ صدفة بالنسبة لأيّ مواطن سوري عاش مرارة الظلم والكبت والحرمان التي مارستها قوات النظام السوري على مدار عقود مضت، ما بين اعتقال ومصادرة للرأي تارة وما بين نفي للجسد وقتل للروح تارة أخرى.

أمام تلك الممارسات كان لابد للأحرار والرافضين للظلم وممارسات النظام وأعوانه أن يؤسسوا صوتاً للحق ينادي بإسم الكل السوري الرافض للظلم فكانت صحيفة إشراق الصدى السوري والعربي والتركي الذي ينافح بقوة عما يعانيه أبناؤها من ظلم وطرد وتشريد وتجويع وقتل متعمد بشكل مباشر أو من خلال الطيران الحربي الذي يستعين به النظام من أجل تعزيز ديمقراطيته المزيفة ووحشيته التي فاقت كل الحدود.

صحيفة إشراق الحرية والثورة:

لا يمكن للشعوب ان تؤسس للديمقراطية إلا بامتلاك قرار المواجهة الرافض للظلم والمعبرّ عن كل أشكال الوحشية التي يحاك ضدها وكي لا تكون عاجزة عن الرد أو المدافعة عن نفسها، وكي تعبرُ عن مظُلوميتها لابد من وجود لسان قوي يصدحُ بالحق منافحاً عن الظلم وأشكاله، فكانت صحيفة إشراق منارةً في نقل الصورة البشعة عبر كتابها الذين دونوا بأقلامهم الحرة ما رأته أبصارهم من جرائم مورست ضد شعبهم عبر سنوات تحت غطاء الديمقراطية الروسية والأميركية والإيرانية، إلى جانب العملاء والشبيحة وأنصار الباطل. 

إن المقالات التي دونها كتابّ صحيفة إشراق وما ترجم منها للغة التركية كانت علامة فارقة ومفصلية في إثارة الوعي لدى الكل العربي والتركي في داخل تركيا من خلال إتاحة الفرصة لتوزيعها في أكبر عدد ممكن داخل الأراضي التركية وخارجها كي يتمكن القارئ التركي والعربي من الإطلاع عليها ومعرفة حقيقة الظلم البشري الذي فاق مثيلاته في زمن يدعى فيه إحترام حقوق الإنسان؟

إلى جانب المقالات التي يدونها كتابّ صحيفة إشراق بشأن الثورة السورية كانت هناك المؤتمرات والندوات والملتقيات التي ينفذها سنوياً النشطاء السوريين والأتراك، إلى جانب الأنشطة والفعاليات التي يقوم بها السوريين داخل الأراضي التركية.

علاوة على ماسبق إن إنطلاق الثورة السورية وما تبعها من أحداث ساهم في تطور المنظومة الإعلامية لنشطائها من خلال السماح لهم بتأسيس الصحيفة أو المشاركة في المؤتمرات أو الندوات أو الفعاليات من شأنها أن تساهم في فضح جرائم النظام السوري وغيره من الأنظمة العربية عبر السماح بالتدوين أو الكتابة أو المشاركة اللفظية من خلال المؤتمرات والندوات والفعاليات التي تنظمها الدولة التركية وغيرها من المؤسسات الغربية الداعمة لحقوق الإنسان.

ما نأمله في العام القادم هو عودة السورييين إلى بلادهم وإنتهاء فصل الإستبداد والظلم الذي مورس ضدهم على مدار عقود مضت وحتى يومنا هذا، وأن ينعموا بالأمن والأمان بدلاً من القهر والتشريد الذي صبً عليهم صباً ودفعهم لمغادرة أوطانهم، وأن تصدر إشراق أعدادها من سورية ويكتب في ثناياها فصول الوحدة والحرية وصور السلام الاجتماعي والسياسي بدلاً من صور الظلم والتشريد والصواريخ الروسية والقنابل المحرمة دولياً عندئذ تنعم سورية وغيرها من بلدان العالم بالأمن والأمان، لا أمن بدون سورية، ولا حرية بدون بث الأمل في نفوس السوريين.

 

 

د. معاذ عليوي

أكاديمي فلسطيني

 
Whatsapp