إدلب.. ما عاد للنسيان مكان


 

 


 

لو أنّها 

منسيّةٌ لم تسمع الدنيا بها

لو أنّها

نامت على باب النسيم

على الأديم

بظلّ زيتونٍ لها

 

أشهى وأحلى أن يلامس خدّها

دمعٌ وليس هناك من يبكي لها..

 

لو أنّها رشّت بجنح حمامةٍ 

فوق المنازل عطرها

لو أنّها غنّت قصيدةَ عاشقٍ 

صاغ المواعيدَ حكايا

حين لامس جيدها

أبهى لها

من أن تكون حكاية الدنيا

وتحتشد الوفود لكي تبدّد سحرها..

 

وعلى لهيب جراحها نبت الربيع

وحال عن نزفٍ سريع

ومضى إلى أيلول يسأله:

أليس من الجنون اليوم

أن تسبى جدائل شعرها

في زحمة الموت المريع؟.

 

لو أنّها غفرت لعيني أن تغازل هدبها

أو أنّها سمحت لزندي أن يعانق زندها

أو أنّها لم تحفرِ الحبّ على جفني

ولم تجمع بقايا الوجد في نفسي

ولم تترك على الشبّاك منديلي

يلوّح في المدى 

ويضيع بين جحافل العادين

ترجيع الصدى

فلربّما تركت مشيبي لا يغادر حلمها..

 

يا جرّة الزيت المقدّس والظلال الخضر

يا أمّنا التحيا مرار العمر

ما عاد للنسيان في تاريخك الأقسى مكان

أنت المكان وأنت حاضرة الزمان

ولمثلك الأيام تحني هامها 

ويجلّ عن وصفٍ كلام

فعليك يا بلدي تباشير السلام.

 

 

عبد الغني عون

شاعر سوري

 
Whatsapp