(إلى حُلُمٍ وُلِدَ مِنْ عَشرةِ أعوامٍ ومازالَ يكبر)
***
وما زلتَ في شوقِكَ الأولِ
تدوِّنُ أسطورةً للرِّياحِ
وللحُلُمِ المُقْبِلِ
وما زلْتَ.. عاماً فعاماً
تضيءُ الموانئَ
تشعلُها بانتظارِ النَّدى
وينداحُ صوتُكَ..
يَعْبُرُ كلَّ الحواجزِ نحوَ المَدَى
هناكَ، قريباً منَ الشَّمسِ،
عندَ انحناءِ المسافةِ، في ذروةِ العشقِ
أنتَ
وأحلامُ أطفالِكَ السُّمْرِ
ألفُ دَمٍ
وألفُ نزوحٍ
وألفُ، وألفُ..
وما زلتَ تطبعُ قبلَتَكَ، الوعدَ
تزرعُ أرضَكَ شوقاً، وخبزاً
وتحلمُ بالياسمينِ وبالوردِ..
تصرخُ في وجهِ قيدِكَ
تدفنُ موتاكَ..
تفتحُ للغَدِ أبوابَ قلبِكِ
(اللهُ أكبرُ)
تمضي، إلى أملٍ قادمٍ
لا يصدُّكَ عنهُ ثَمَنْ
عرفتُكَ طفلاً..
وما زلتَ تكبرُ يا بنَ سمائي..
جناحاكَ زيتونةٌ وكَفَنْ
عرفْتُكَ منذُ البدايةِ
نجماً بهيَّاً..
حكايةَ حبٍّ، تناقَلَها الشَّوقُ..
أوقَدَها قمراً
ومضَى في حَنايا الزَّمنْ
عرفْتُكَ..
منذُ البدايةِ (صخرةَ عشقٍ)
وما زلْتَ أنتَ..
برغمِ المِحَنْ
عرفتُكَ..
ترسمُ رؤياكَ (صبحَ أقاحٍ)
وترسمُها ضحكةَ طفلٍ
حفيفَ أمانٍ
وما زلتَ أنشودةَ الوردِ،
ثورةَ قلبٍ..
تحدّى، تعثَّرَ..
لما يزلْ مثلما كان في شوقِهِ الأولِ
يدوِّنُ أسطورةً للرِّياحِ
وللحُلُمِ المُقْبِلِ..
عبد القادر حمود
شاعر وكاتب سوري