)نَعْلي( على لَغْوِكم ما عَـزّ بنيانــا
ولـم يجدْ حرفهُ نوراً وتِبيانا
.
عجِبتُ من طُغمةٍ طاحَتْ كرامتُـها
فكيف تمدحُ سفّاحاً وخوّانا؟
.
ما كنتُ أقبلُ غِرّاً يَدّعي أدباً
أنْ ينظمَ الشّعر يُرضـي فيهِ شَيطانا
.
في كلّ زاويةٍ في السّاحِ مِن وطنـي
أرى حُواةً أقاموا الكِذْبَ ميـزانا
.
لم يُدركوا حُرمةَ الإنْشادِ قافيةً
ولم يُصيبوا من الإرشادِ عُنوانا
.
ولا اصطفَوْا لحظةً يصحو الفؤادُ بـها
من سَكْرةِ الوهمِ إن طافتْ بمغنانا
.
عصابةٌ تنشرُ البغضاءَ في سَرَفٍ
أهدى لها الحِقدُ (قوّاداً وزُعرانا)
.
لم يسعَدِ القومُ في أحكامِ شِرذمةٍ
(تَزَلَّفتْ) كي تصبَّ الهَرْجَ ألحانا
.
لا باركَ الله في مَنْ يَدّعي أدباً
ويرتضـي نشْرَهُ زُوراً وبـُهتانا
.
قد يُخدعُ المرءُ بالأطيافِ في غَسقٍ
لكنّما اليومَ وجهُ الصبحِ قدْ بانا
* * *
ناموا على غيظكمْ يا نَسْلَ فاجرةٍ
لا تحسَبوا عُصْبةَ البُطلانِ أعيانا
.
فالسّارقون ثمارَ الأرضِ في وَضَحٍ
سيُـرجمون بـها سِرّاً وإعلانا
.
و(اللّقْلَقُ المِسخُ) رأسُ الشرِّ في بَلدي
سينتـهـي جيفةً تروي خطايانا
.
و(النَّاعِقون) غُواةٌ ليس ينفعُهمْ
هذا الهُراءُ ولن يرعى قضايانا
.
منحتكَ النصحَ من أَعْماقِ ذاكرتي
وَقد يزيدُك ما أُمليه إيمانا
.
كفرتُ في نَغَمٍ إن لمْ يكنْ نهجُهُ
في نُصرةِ الحقِّ يومَ الحسمِ فرقانا
.
فكيفَ تحيا على زورٍ تُرتِّقُهُ
وكيفَ تَتْبَعُ مَمْسُوسَاً وثُعْبانا
.
فهذهِ دعوةٌ للشِّعرِ إنْ عُزِفتْ
فلنْ ترى في خُطا الإبداعِ نُقصانا
* * *
مَنْذا سَيغفِرُ للطاغي شنائِعَهُ؟
ولم تزلْ تملأ المغنَـى ضحَايانا
.
فحصِّن النّفسَ بالإخلاصِ نافِلَةً
والْجأ إلى الله إنْ قدّرتَ مِعْوانا
.
فما أعزّكَ (وَغْدٌ) باعَ أُمّتَهُ
وليسَ يُنجيك غيـرُ الصّدقِ رُبّانا
فاضل سفّان
شاعر وكاتب سوري