فيروس القرن


 

 

تسع سنوات مضت على أنقى ثورة في العصر الحديث، عانى فيها الشعب السوري ما لم يعانيه شعب عبر التاريخ، إنها ثورة شعب ضد الديكتاتور والطاغية الأسد، ثورة الياسمين التي دعت إلى الحرية والكرامة، فقوبلت باجتماع طغاة العالم على قتلها، لم يكن لها ذنب إلا وجود مجموعة من المستعمرين الصهاينة على حدودها والذين أرغموا العالم على دعم القاتل الأسد ومده بما يلزم لتدمير المدن والبلدات السورية وذبح الشعب السوري الثائر ومنع الثورة النبيلة من الانتصار.

العالم الكاذب الذي يتغنى بالحريات والديمقراطيات ويريدها حكراً له ويمنع الشعوب الأخرى من الحصول عليها وعلى حق تقرير مصيرها.

أستعيد دوماً لقاءنا مع المبعوث الدولي إلى سوريا (الأخضر الإبراهيمي) في القاهرة في منتصف عام 2013 حين أبلغنا بلقاء خاص معه بقراره الاستقالة من مهمته لعجزه عن تقديم أي شيء يفيد الشعب السوري الثائر، وأشار إلى أن العالم بأجمعه أعداء الشعب السوري ومن أسموا أنفسهم زوراً بأصدقاء الشعب السوري أجمعوا على شيئين لا ثالث لهما:

  • عدم السماح بانتصار الثورة السورية.

  • التمسك بالسفاح الأسد ودعمه وحمايته.

كوفيد-19 هو مرض معد يسببه فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً، أثبت أنه وباء خطير وجائحة جعلت العالم بأكمله يتكاتف للخلاص منه والوقوف أمام انتشاره.

لكنه أرحم بكثير من فيروس زعيم المافيا الروسية بوتين الذي دمر المدن السورية وقتل أكثر من عشرات أضعاف ما فعله فايروس الكورونا.

وهو أرحم من الفيروس الإيراني الذي ذبح الشعب السوري الحر بشعاراته وراياته الطائفية التي تنادي بإفناء الشعب السوري.

صحيح أن الفيروس كورونا قتل أقل من شهداء سوريا الأحرار، إلا انه ولد حالة من الهلع أظهرت مدى هشاشة النظام الدولي القائم وخصوصاً الصحي.

فايروس كورونا الخطير قتل حتى الآن 34000 شخصاً في العالم، ووقف العالم أجمع في مواجهته، وفيروس بشار الأسد الذي قتل أكثر من مليون شخصاً في سوريا لا زال محمياً ومدعوماً من قبل العالم.

منذ أيام التقيت بالسيدة اليهودية (نيكولاي) رئيسة الجمعية اليهودية لمناهضة الصهيونية في فرنسا والتي ستنشر صحيفة إشراق حواراً مطولا معها بعد الخلاص من حالة الحجر الصحي التي تشهدها فرنسا، والتي قالت لي: الشعب الفلسطيني اقتلع من أرضه وشرد بفضل الصهيونية في القرن الماضي، وفي هذا القرن يعاني الشعب السوري من ذات المأساة فيقتل ويشرد بناء على الإرادة الصهيونية وحمايتها ودعمها للسفاح بشار.

ترامب بعد أن وجه بضغط وإجماع من الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي وقع على قانون قيصر الذي يدين نظام الأسد ويمنع الدول من دعمه، لكنه ترك تنفيذه معلقاً حتى نيسان، وقد يتراجع في أي وقت عن وضعه للتنفيذ. 

الاتحاد الأوروبي اتفق على إغلاق حدوده عن العالم الخارجي وأنزل الجيوش إلى الشوارع تحت أمرة وزارة الصحة ووضعت بحالة تأهب لحماية المواطن بوجه كائن مجهري مجهول اسمه فيروس الكورونا، بينما يتغاضون عن الفيروس الأسدي.

في الصين وأمريكا والاتحاد الأوربي وتركيا مئات الخبراء والعلماء والأطباء يسهرون ويتسابقون لإيجاد المصل المضاد للفيروس، كي تتخلص البشرية من هذا الكابوس، وسيجدون الدواء الناجع ويتنفسون الصعداء.

وسيستمرون بنسيان الشعب السوري ومعاناته وتركه يواصل آلامه وموته اليومي دون مجرد التفكير بإنقاذه.

 

 

صبحي دسوقي

رئيس التحرير

 

 
Whatsapp