كورونا المستجد في زمن فساد المستبد


 

 

جرى الإعلان عن فايروس كورونا في 17 نوفمبر من عام 2019 في مدينة ووهان الصينية لينتشر بعدها في معظم دول العالم وصبح وباءً عالمياً.

وقد أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروسأدهانوم أن هذا الوباء هو أسوأ أزمة صحية تواجه العالم بأكمله اليوم وأصبح وباءً عالميًا، ومنذ أن تم الإعلان عن وجود إصابات أصبح العالم متساوٍ في الخطورة وانتقال الڤايروس.

وكانت قد أعلنت دول الاتحاد الأوربي وأميركا وتركيا وكندا وبعض الدول العربية عن حزمة من الإجراءات الوقائية تتضمن منها إغلاق كافة المطاعم والمساجد والمدارس والبعض لجأ لإعلان فرض حظر تجوّل وحملات لملازمة المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

كانت الصين تصدرت بأعداد المصابين ثم تلتها إيطاليا وبعدها إيران وتصدرت العراق والكويت وقطر ولبنان الدول العربية من حيث عدد المصابين وأعلنت غالبية دول العالم عن وجود إصابات في بلدانها خلا سورية حيث تنفي تسجيل أية حالة إلى الآن وكان قد صرح وزير الصحة السوري تصريحاً غريباً مفاده بأن الجيش السوري استطاع القضاء على فايروسات أخطر من فايروس كورونا فكيف الآن لن يستطيع القضاءعلى هذا الفايروس!! ما أثار موجة من السخرية لرواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد هذا التصريح وكان قد وعد الوزير بأن مجرد وجود حالات في سورية سيعلن هو بنفسه مباشرةً .

سورية التي تشهد حرب إبادة منذ أكثر من 9 سنوات وحدودها مفتوحة ومع وجود جميع المليشيات العراقية والإيرانية تحديداً التي تساند النظام السوري على أراضيها وتعتبر هذه المليشيات من الدول التي تقدر فيها الأعداد بالآلاف وإلى الآن لم تسجل أية حالة في سورية فهذا اللامنطقي بعينه؟؟

أفادت العديد من الشهادات التي حصلت عليها أطراف سورية عن انتشار ڤايروس كورونا في مدن سورية عدة وتزايد الحالات مع تكتم النظام السوري عنها خاصةً بين صفوف الجيش السوري وبعضها اتهم إيران بنقل الفايروس عبر ميليشياتها وكان قد أعلن لبنان عن إغلاق الحدود البرية مع سورية ومنع دخول السوريين إلى لبنان حتى الحالات الخاصة وحالات الترانزيت لعلمه بوجود الفايروس.

يقول المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية في أنقرة هيدين هالدرسون أن سورية لا تمتلك القدرة على اكتشاف ڤايروس كورونا بسبب أنظمتها الصحية الهشة. وكانت سورية قد اتبعت خطوات احترازية ومنها إغلاق المطاعم والمدارس والمسارح وتعليق النشاطات الرياضية إلى إشعارٍ آخر ولكنها لم تغلق مطاراتها بعد وإلى يومنا هذا جميع الرحلات قائمة من وإلى إيران فما فائدة كل هذا الاجراءات وخطر قدوم شخص مصاب واحد قائمة؟؟

النظام يضحي بالشعب مرة تلو المرة من القمع إلى القتل إلى السجن إلى تعريضه للوباء دون الصراحة ودون اتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة ذلك، هذا الوباء أمن عالمي وأمن مجتمعي لا ينبغي التضحية بالناس وتعريضهم وتعريض المتعاملين معهم بغير ذنب للكارثة والخطر. ويبقى السؤال الأهم لماذا يخشى المستبد من إعلان وجود إصابة واحدة في بلاده؟؟

يبدو أن السبب الرئيسي هو خوفه من سريان الخوف في مؤسساته وبين جنوده والقطيعة مع حلفائه المصابين بشكل كبير للغاية، أي الذين يساندوه ، وتاريخياً الأوبئة تعصف بالجيوش والحكام والحكومات وتهدم اقتصاد دول كبيرة، فهذا النظام لايزال يجرم مرة تلو المرة تجاه شعب وإذا أفلت من العقاب العادل من المجتمع الدولي والنظام الدولي الحالي فلا أظنه سيفلت من فيروس لا يرى بالعين المجردة.

 

 

آلاء العابد

كاتبة سورية

 
Whatsapp